للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٣٨٣ - حدثنا الصَّوْمَعي (١)، حدثنا خالد بن مَخْلَد (٢)، حدثنا سليمان -يعني ابن بلال- ح.

وحدثنا محمد بن حيويه (٣)، حدثنا معلَّى بن أسد، حدثنا عبد العزيز ابن المختار، قالا: حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا حُمِّيَ عليه في نار جهنم، فيُعَدُّ صفائح، فيكوى بها جبينه وظهره حتى يحكم الله بين

⦗٣٥٦⦘ عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار. وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأَوْفَرِ ما كانت فاسْتَنَّ (٤) عليه، كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار. وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها، إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت، فتطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، ليس فيها عَقْصاءُ، ولا جَلْحاءُ، كلما مضى عليه أخراها ردت عليه اُولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون (٥)، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" (٦)، قالوا: فالخيل يا رسول الله، قال: "الخيل في نواصيها أو قال (٧): "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. الخيل ثلاثة: فهي لرجل أجر، ولرجل، ستر، وعلى رجل (٨) وزر. فأما الذي هي له أجر، فالرجل يتخذها في

⦗٣٥٧⦘ سبيل الله، ويُعِدُّها له، فلا تُغَيِّب شيئا في بطونها إلا كتب له به أجر، ولو رعاها في مرْج، فما أكلت شيئا إلا كانت له به أجر، ولو سقاها من نهر، كان له بكل قطرة تُغيِّبها في بطونها أجر -حتى ذكر الأجر بأبوالها، وأرواثها- ولو اسْتَنَّت شرَفا، أو شرَفيْن، كتب له بكل خطوة تَخْطوها أجر. وأما التي هي له ستر، فالرجل يتخذها تَكَرُّمًا وتَجَمُّلًا، ولا ينسى حق ظهورها وبطونها في يُسْرِها وعُسْرها. وأما الذي هي عليه وزر، فالذي يتخذها أشَرًا، وبطَرًا (٩)، وبذَخًا (١٠)، ورياء الناس، فذاك الذي هي عليه وزر". قال: فالخمُرُ، يا رسول الله، قال: "ما أنزل الله عليّ فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة: (١١)، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ (١٢) مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. هذا لفظ عبد العزيز بن المختار (١٣)، وحديث سليمان بطوله بمثله بمعناه.


(١) محمد بن خالد الطبري، أبو بكر الصومعي.
(٢) القطواني.
(٣) محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
(٤) كذا في الأصل، فيحمل الفاعل على الجنس، حتى يستقيم لغة. وفي رواية مسلم: "تستن"، وهو أوفق لعود الضمائر. والله أعلم.
(٥) ليست عند مسلم في الموضعين.
(٦) عند مسلم زيادة: قال سهيل: فلا أدري، أذكر البقر، أم لا.
(٧) عبد مسلم: قال سهيل: أنا أشك.
(٨) عند مسلم: لرجل. ورواه البيهقي من طريق محمد بن عبد الملك، شيخ مسلم، فذكره بمثل لفظ المصنف (السنن الكبرى، ٤/ ٨١).
(٩) قال القاضي عياض: هما بمعنى، أي مبالغة في البطر، وهو المرح وترك شكر النعمة (مشارق الأنوار، ١/ ٤٨).
(١٠) بالتحريك، وهو الفخر والتطاول (النهاية، ١/ ١١٠).
(١١) عند مسلم: الجامعة الفاذة.
(١٢) لا يوجد في المخطوط والأصل "ف" في "فمن"، والمثبت من المصحف (سورة الزلزلة، الآية: ٧، ٨)، وكذا في الحديث رقم (٣٣٧٠).
(١٣) رواه مسلم عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن عبد العزيز بن المختار به (الموضع السابق).