للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٤٢٤ - حَدَّثَنَا أبُو دَاوُدَ الحرَّانِيُّ (١)، أخْبرَنَا يَعْقُوبُ بن إبْرَاهِيمَ ابن سَعْدٍ (٢)، أخْبرَنَا أبِي (٣)، عَنْ صَالِحٍ (٤)، عَنْ ابن شِهابٍ (٥)، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابن عَبْدِ اللهِ بن الحارِثِ بن نَوْفَلِ بن عبد الْمُطَّلِبِ أنَّهُ أخْبرَهُ أنّ عبد الْمُطَّلِبِ بن رَبِيعَةَ أخْبرَهُ أنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بن الْحَارِثِ وَالعَبَّاسُ ابن عبد الْمُطَّلِبِ فَقَالا: وَاللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الغُلامَينِ إِلى رَسُولِ الله ، -قَالَه لي وَلِلْفَضْلِ بن العَبَّاسِ-، فَأمَّرَهُما عَلَى هذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأدَّيَا مَا يُؤَدِّي النّاسُ وَأصَابَا مِمَّا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ الْمَنْفَعَةِ. قَالَ: فَبَيْنَما هُمَا في ذَلِكَ جَاءَ عَلِيُّ بن أبِي طَالِبٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا،

⦗٣٩٨⦘ فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا تَفْعَلَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ. فَقَالَا: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا، فَوَاللهِ مَا هَذَا مِنْكَ إلَّا نَفَاسَةً مِنْكَ عَلَيْنَا، فَوَاللهِ لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ الله فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ. قَالَ عَلِيٌّ: أرْسِلُوهُمَا. فَانْطَلَقَا، وَاضْطَجَعَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله الظَّهْرَ سَبَقْنَاهُ إلى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا فَأَخَذَ بِآذَانِنَا ثمَّ قَالَ: "أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ (٦) "، ثمَّ دَخَلَ وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هِذِهِ الصَّدَقَاتِ فَنُصِيبُ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ وَنُؤَدِّي إلَيْكَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، فَسَكَتَ رَسُولُ الله وَرَفَعَ رَأسَهُ إِلى سَقْفِ البَيْتِ حَتَى أرَدْنَا أنْ نَكَلِّمَهُ، فَأشَارَتْ إلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا كَأنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلامِهِ، وَأقْبَلَ قَالَ: "أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبِغَي لِمُحَمَّدِ وَلَا لآلِ مَحَمَّدٍ؛ إِنّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، ادْعُوا لِي مَحْمِيّةِ بن الْجَزْءِ (٧) -وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ وَالعُشُورِ (٨) -

⦗٣٩٩⦘ وَأَبَا سُفْيَانَ بن الحَارِثِ (٩) ". فَأَتَيَا، فَقَالَ لِمَحْمِيَّةَ: "أَنْكِحْ هَذَا الغُلَامَ أمَتَكَ" -لِلْفَضْلِ- فَأنْكَحَهُ، وَقَالَ لأَبي سُفْيَانَ: "أَنْكِحْ هَذَا الغُلامَ ابْنَتَكَ" -لِي- فَأنْكَحَنِي، ثمَّ قَالَ لِمَحْمِيَّةَ: "أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الخُمُسِ" (١٠).


(١) هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي -مولاهم- أبو داود الحراني.
(٢) القرشي الزهري، أبو يوسف المدني.
(٣) هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي (ت ١٨٣ هـ) وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو حاتم، وغيرهم.
العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٥١٩)، الجرح والتعديل (٢/ ١٠١).
(٤) ابن كيسان أبو محمد المدني.
(٥) ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٦) أي ما جمعتما في صدوركما وعزمتما على إظهاره.
تفسير غريب ما في الصحيحين (١/ ٢٢٣).
(٧) هو مَحْمِيّة -بفتح أوَّله وسكون ثانيه وكسر ثالثه ثم تحتانية مفتوحة- بن جَزْء -بفتح الجيم وسكون الزاي ثم همزة- بن عبد يغوث الزُّبيدي، حليف بني سهم من قريش كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكان عامل رسول الله على الأخماس.
الاصابة (٦/ ٤٤١).
(٨) العشور -بضم العين-: جمع عُشر، وهو ما كان على اليهود والنصارى مِمّا صولحوا =
⦗٣٩٩⦘ = عليه وقت العقد.
انظر: معالم السنن للخطابي (٣/ ٣٩)، لسان العرب (٤/ ٥٧٠) مادة: عَشَر.
(٩) كذا في هذه الرواية، وفي صحيح مسلم، والرواية التالية: (ونوفل بن الحارث) قال أبو عوانة -كما سيأتي-: أبو سفيان نوفل بن الحارث. ونوفل هو ابن الحارث ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي ابن عم رسول الله . انظر: الإصابة (٦/ ٤٧٩).
(١٠) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، ح (١٦٧)، (٢/ ٧٥٢).