للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٥٩ - حدثنا يونس بن حَبيب الأصبهانِي (١)، وعمَّار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود (٢)، حدثنا شعبة (٣)، وهشام (٤)، عن قتادة (٥)، عن أبي حسَّان الأعرج (٦)، عن ابن عباس "أنَّ النَّبِيّ لمَّا أتى ذا الحُليفة أشْعرَ (٧) بدنتَه من جانب سنامها (٨) الأيْمنِ".

قال شعبة: "ثم سَلَتَ (٩) عنها الدم"، وقال هِشام: " (* ثم ألمَطَ (١٠)

⦗٧٢⦘ عنها الدَّم *) (١١)، وأهلَّ بالحج" قال هشام: "أهلَّ عند الظهر وقلُّدها نعلين (١٢) ".

قال يونس: قال أبو داود: قال شعبة: حدَّثت بهذا الحديث الثوري، قال: وكان في الدنيا مثل قتادة؟ يعني في الحديث؟! (١٣).


(١) ابن عبد القاهر، أبو بِشر العجلي.
(٢) هو الطَّيالسي، سُليمان بن داود بن الجارود، والحديث في مسنده (ص ٣٥١).
(٣) موضع التقاء إسناد المصنف مع إسناد مسلم.
(٤) هو هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر أبو بكر الدَّسْتوَائي، وهو موضع التقاء الإسناد أيضًا.
(٥) هو: قتادة بن دعامة بن قتادة السَّدوسِي، أبو الخطاب البصري.
(٦) الأجرد، البصري، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم بن عبد الله.
(٧) أي أعْلَمها، وهو أن يشُقّ جلدها أو يطعنها حتى يظهر الدم.
انظر: القاموس المحيط (ص ٣٨٨).
(٨) السَّنام: حَدَبَة الجمل. مشارق الأنوار (٢/ ٤٤٣).
(٩) أي أزال ومسح عنها الدم. مشارق الأنوار (٢/ ٤٢٧).
(١٠) قال ابن منظور: "اللَّمْط الاضْطِرابُ .. التَمَطَ فلان بحقي الْتِماطًا إِذا ذهب به"، =
⦗٧٢⦘ = وكذا في تهذيب اللغة، فيكون المعنى: أذهب عنها الدم، ويحتمل حصول تصحيف في المخطوط، وأن الصحيح: "أماط عنها الدم"، أي أزال عنها الدم، كما جاء ذلك في سنن النسائي وغيره بهذا الإسناد، ولم أجد لفظة (ألمط)، في المصادر الحديثية الأخرى.
انظر: سنن النسائي (٤٣٤)، لسان العرب (٧/ ٣٩٤)، تهذيب اللغة (١٣/ ٢٤١)، تاج العروس (٢٠/ ٨٣).
(١١) الجملة بين النجمين استدركها الناسخ في الهامش الأيمن.
(١٢) أي وضع النعلين في عنقها كالقلادة، ليعلم أنها هدي.
انظر: القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص ٢٩٦).
(١٣) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تقليد الهدي وإشعاره عند الإحرام (٢/ ٩١٢، ح ٢٠٥) عن محمد بن المثنَّى، وابن بشَّار، جميعًا عن ابن أبي عَديٍّ، عن شعبة، وعن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، عن هشام الدَّسْتَوائي، كلاهما (فرقهما مسلم) عن قتادة بنحوه، وقد أحال مسلم لفظ هشام الدَّستوائي على لفظ شعبة، وقال: "بمعنى حديث شعبة"، وأخرجه أبو داود في السنن (ص ٢٠٥) والطبراني من طرق (١٢/ ٢٠٤) والبيهقي في دلائل النبوة بإسناده (٥/ ٤٣٩) عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة بنحوه، وانظر الحديث الآتي.
أما كلام الثوري فأورده بهذا السَّند البيهقي، كما رواه ابن الجَعد، والطيالسي =
⦗٧٣⦘ = والإمام أحمد من طرق أخرى عن شعبة به.
انظر: دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٤٣٩)، مسند ابن الجعد (ص ١٥٣)، مسند الطيالسي (ص ٣٥١)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٤٣).
من فوائد الاستخراج:
١ - تعيين من له اللفظ من الرواة، فقد فصل لفظ شعبة عن لفظ هشام.
٢ - روى المصنف من طريق أبي داود الطيالسي، بينما هي رواه مسلم من طريق ابن أبي عدِيٍّ عن شعبة، ولا شك أن أبا داود الطيالسي يقدم على ابن أبي عديٍّ في شعبة، فقد قدَّمه ابن معين على ابن مهدي في شعبة، وقال أبو مسعود بن الفُرات: "ما رأيت أحدًا أكبر في شعبة من أبي داود"، وقال ابن عدي: "أصحاب شعبة معاذ بن معاذ، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، وغندر، وأبو داود خامسهم"، فلم يذكر محمد بن أبي عدي ضمنَهم.
انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٧٠٤ - ٧٠٥).