للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٩١ - حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة (١)، أخبرنا محمد بن جعفر يعني ابن أبي كثير (٢)، قال: حدثني أبو حازم (٣)، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كنتُ يومًا جالسًا مع رَهْطٍ (٤) من أصحاب رسول الله في منزل لنا بطريق مكة ورسول الله نازلٌ أمامنا، والقوم محرِمون، وأنا غير محرِم، فأبصر القوم حمارًا وحشيًّا وأنا مشغولٌ أخْصِفُ (٥) نعلي لم أبصره، فأحبوا أَنْ لوْ أبصرتُه، فقمت إلى الفرس فأسرجْتُ، ثم قمت ونسيتُ الرمح والسَّوط، فقلت لأصحابي:

⦗١١٥⦘ ناولُونِي الرمح والسوط، فقالوا: لا والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبتُ فنزلتُ فأخذتهما، ثم ركبت فشدَدْتُ عليه فقتلتُه، ثم جئت به أجرُّه وقد مات، فوقعوا عليه يأكلونَه، ثم إنهم شَكُّوا فيما صَنعوا، فرُحْنا وخَبَأت العَضُدَ (٦) معي، فأدركنا رسول الله فسألناه فقال: "معك منْه شيءٌ؟ " فقلت: نعم، فناولته العضد فأكلها وهو محرم حتى تعرَّقها (٧) (٨).


(١) عَثْمة: -بفتح العين، وسكون الثاء المعجمة بثلاث، الإكمال (٦/ ١٤٢) - وهو: محمد بن خالد، ابن عثمة البصري.
(٢) الأنصاري، الزّرقي مولاهم، المدني، موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) هو: سَلَمَةُ بن دِيْنار الأعرج التمَّار المدني.
(٤) رَهْط: أي ذوو ارْتَهاطٍ، وهو افتعال من الرّهْط أى مجتمعون رَهْطًا رَهْطًا، وأصلُ الكَلِمة من الرَّهْط، وهُم عَشِيرةُ الرجُل وأهُله، والرّهْطُ: العصابة دون العَشرة، ويجمع على أراهِط، وأَرْهُط: وأَنْشَد بعضهم: … وفَاضِح مُفْتِضَح في أرْهُطهِ.
انظر: الفائق للزمخشري (٢/ ٩٦)، النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٦٧٥).
(٥) أخصِف نعلي: أي أخرزها.
انظر: القاموس المحيط (ص ٧٤٢)، مشارق الأنوار (١/ ٤٧٧).
(٦) العَضُدُ: بالفتح وبالضم وبالكسر وككَتِفٍ ونَدُسٍ وعُنُقٍ: ما بين المِرْفَقِ إلى الكَتِفِ.
انظر: القاموس المحيط (ص ٢٨٥).
(٧) تعرَّقَها: أي حتَّى لم يُبقِ على عظْمها لحمًا.
انظر: فتح الباري (٩/ ٥٤٧)، مشارق الأنوار (٢/ ٤٠).
(٨) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تحريم الصيد للمحرم (٢/ ٨٥٥، ح ٦٣)، عن أحمد بن عبدة، عن فضيل بن سليمان النميرى، عن أبي حازم، به مختصرًا، بينما رواه أبو عوانة مطوَّلًا، وأخرجه البخاريّ في كتاب الجهاد -باب اسم الفرس والحمار- (ص ٤٧٢، ح ٢٨٥٤) عن محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، وفي كتاب الأطعمة -باب تعرُّق العَضُد (ص ٩٦٥، ح ٥٤٠٦)، عن محمد بن المثنى، عن عثمان بن عمر، عن فليح بن سليمان، وفي الباب نفسه، وفي كتاب الهبة -باب فضل الهبة (ص ٤١٥، ح ٢٥٦٧)، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محمد بن جعفر ابن أبي كثير، ثلاثتهم عن أبي حازم به.
من فوائد الاستخراج: ساق الإمام مسلم لفظ أبي حازم مختصرًا، فجاء المستخرِجُ فرواه مطوَّلًا.