للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٧٣ - حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا حجَّاج (١)، ح.

وحدثنا الصغاني، حدثنا عفَّان (٢)، قالَا: حدَّثنا أبو عوانة (٣)، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس، أنَّهم خَرَجُوا مع النَّبِيّ مُحرِمين، وأن رجلًا منهم وقَصَه بعيرُه فمات، فقال رسول الله :

⦗٢١٣⦘ "اغْسِلُوه بماءٍ وسدْرٍ، وكفِّنوه في ثَوْبَيْن، ولا تُمِسّوه طِيْبًا، ولا تُخَمِّرُوا رأْسَه، فإنَّه يبعث يوم القيامة مُلبِّدًا" (٤) قالَ عَفَّان: أخْطَأَ أبو عَوَانة، يعني في قوله: "مُلبِّدًا، يَعْني: مُلَبِّيًا" (٥).


(١) ابن المنهال الأنماطي.
(٢) ابن مسلم بن عبد الله البَاهلي، أبو عثمان الصَّفَّار البَصْرِي.
(٣) موضع الالتقاء مع مسلم، وهُوَ الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.
(٤) أخْرَجه مُسْلِمٌ في كتاب الحج -باب ما يفعل بالمحرم إذا مات (٢/ ٨٦٦، ح ١٠٠)، عن أبي كامل فضيل بن حسن الجَحْدري، عن أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري به، وأخرجه البُخَاري في كتاب الجنائز -باب كَيْفَ يُكفَّن المحرم (ص ٢٠٣، ح ١٢٦٧) عن أبي النُّعمان، وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٢٨) عن عَفَّان، كِلَاهُما عن أبي عوانة به.
(٥) يرمي عفان بن مسلم إلى أن رواية أبي عوانة "ملبدًا" خطأٌ، وأن الصحيح ملبيًّا.
قلتُ: الظَّاهر ثبوت كلا اللَّفظين عن أبي بِشرٍ، فإن أبا عوانة لم يتفرَّد برواية قوله "ملبِّدا" عن أبي بشر، بل تابعه على ذلك، شعبة، وهشيم، كما في أحاديث الباب، وصحيح مسلم، ومسند أحمد، وغيرهما، وهو مرويّ كذلك في عدة جميع نسخ صحيح البخاري غير نسخة المستملي من رواية أبي عوانة حسب ما قال ابن حجر، وقد اعترض القاضي عياض على لفظة "ملبِّدا" فقال: "قوله: فإنه يبعث يوم القيامة ملبِّدا كذا ذكره البخاري في حديث أبي النُّعمان في كتاب الجنائز بمعنى تلبيد الشعر على ما تقدم، وكذا ذكره مسلم من رواية محمد بن الصباح، عن هشيم، ورواية يحيى بن يحيى وغيره، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، والذي جاء في سائر المواضع فيهما وفي غيرهما ملبِّيًا بالياء من التلبية، وهو أصح وأشبه بمراد الحديث، وأشهر في الرواية مع ما جاء في الروايات الأخر يلبِّي، فارتفع الأشكال لأن النَّبِيّ إنما نهاهم عن تغطية رأسه لأنه يحشر يلبِّي، فيجب أن يترك بصفة الحاج المحرم، وليس للتَّلبيد هنا معنى". =
⦗٢١٤⦘ = وعقب عليه الحافظ ابن حجر عند كلامه على حديث ابن عبَّاس فقال:
"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًّا" كذا للمستملي وللباقين "ملبدًا"، بدال بدل التحتانية، والتلبيد جمع الشعر بصَمْغٍ أو غيره ليخِفَّ شَعْثُه، وكانت عادتهم في الإحرام أن يصنعوا ذلك، وقد أنكر عياض هذه الرواية، وقال: ليس للتَّلبيد معنى، وسيأتي في الحج بلفظ "يهل"، ورواه النسائي بلفظ: "فإنه يبعث يوم القيامة محرمًا"، لَكِنْ ليْسَ قَوْله "مُلبِّدا" فَاسِدَ المعنى".
انظر: صحيح البخاري (ص ٢٠٣)، صحيح مسلم (٢/ ٨٦٦)، مسند أحمد (١/ ٢٨٦)، مشارق الأنوار (١/ ٦٩٦)، فتح الباري (٣/ ١٦٤).