للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٧٠٦ - حدَّثنا موسى بن عِيْسَى بن المُنذر الحِمْصِيُّ إمامُ

⦗٢٥٨⦘ مَسْجِد (١)، حدثنا محمد بن مُصَفَّى (٢)، حدثنا محمَّد بن حَرْب (٣)، عن ابن

⦗٢٥٩⦘ جُريج قال: حدَّثنا مالك بن أنس (٤)، عن الزُّهري، عن أنسٍ أنَّه حدَّثه "أنَّه رأى رسول الله وعلى رأسه المِغْفَر زَمَنَ الفَتْحِ (٥) ".


(١) أبو عمرو السُّلَمِيّ، ت / ٢٨٠ هـ.
قال الإمام الذهبِيُّ عنه في تاريخ الإسلام (٢١/ ٣١٢): "قد قال عنه النسائي: ليس بثقة"، وأورده الحافظ ابن حجر في لِسَانِ الميزان (٧/ ١٢٢) وقال: "وكتب النسائي عنه، وامتنع من الرواية عنه، قال حمزة الكِنَانِي: "سألتُ النَّسَائي عنه فقال: حمصِي لا أحدث عنه شيئًا ليس هو شيئًا"".
قُلت: يظهرُ من كلام النسائي أنَّ ضعفَه شديد، فإسناده ضعيف جدًّا، وقد تابعه جمع من الرُّواة عن محمد بن المُصَفَّى كما عند ابن حبَّان في صحيحه (٩/ ١١٥)، وهم: عبد الله بن محمد بن سَلْم، وعمر بن محمد بن بُجَير، ومحمد المُعَافَى، والحَسَن بن سفيان، وأبو عروبة، كلُّهم عن ابن المصفَّى به، على أنَّ المُتابعة لا تنفعُ إسناده في هذه الحالة، فيقال: ثبتَ الحديثُ من طرقٍ أخرى عن ابن المُصَفَّى به.
(٢) ابن بُهْلُول أبو عبد الله القُرَشِي الحِمْصِيّ، ت / ٢٤٦ هـ.
قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال صالح بن جَزَرة: "حدّث بمناكير، وأرجو أن يكون صدوقًا"، وأنكر عليه أحمدُ حديثًا واحدًا.
قال الذَّهبي: "كان ثقةً"، وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام، وكان يدلِّس".
قلتُ: تابعه ثِقَةٌ (جعفر بن أحمد بن صالح) عن محمَّد بن حرب، عند الخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٢٠٤)، فدَلَّ على ضبطِه الحديثَ وعدم وهْمِه فيه.
انظر: الجرح والتعديل (٨/ ١٠٤)، ميزان الاعتدال (٤/ ٤٣)، تهذيب التهذيب (٩/ ٤٦٠)، تقريب التهذيب (ت ٧٠٩٥).
(٣) الخَوْلَاني، أبو عبد الله الحِمصِيّ، الأَبْرَش، ت / ١٩٤ هـ. =
⦗٢٥٩⦘ = قال الإمام أحمد: "ليس به بأس"، ووثَّقه ابن معين، والعِجْليّ، والنَّسائي.
انظر: تاريخ الدارمي (ص ٨٠)، تاريخ الثقات للعجلي (٤٠٢)، التعديل والتجريح للباجي (٢/ ٦٢٨)، تهذيب الكمال (٢٥/ ٤٤)، تقريب التهذيب (ت ٦٥١٢).
(٤) موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /٣٧٠٤.
(٥) أخرجه ابن حبان في صحيحه (٩/ ١١٥) عن عبد الله بن محمد بن سَلْم، وعمر بن محمد بن بُجَير، ومحمد المُعَافَى، والحَسَن بن سفيان، وأبو عروبة، كلُّهم عن ابن المصفَّى به، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (٧/ ٢٠٤) بسنده عن جعفر بن أحمد بن عاصم، عن محمد بن حرب، وفي (١/ ٢٦٢) أيضًا بسنده عن إسماعيل بن الفضل البلخي، عن مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج به.
من فوائد الاستخراج: يُعَدُّ حديث المستخرِج من رواية الأكابر عن الأصَاغر، حيثُ رواه ابن جريج عن مالك، وابن جريج أسنُّ من مالك وأقدم وفاة منه، حيث توفي سنة ١٤٦ هـ، بينما توفي مالك سنة ١٧٩ هـ، فهو من النوع الذي يكونَ الراوي فيه أقدمَ طبقةً وأكبرَ سنًّا منَ المرويِّ عنة، ولهذا أورد هذا الحديث محمد بن مخلد المروَزِي في كتابه: "ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس" (ص ٥٣)، وانظر شرح التَبْصرة والتَّذكرة للعراقي (٣/ ٦٤)، عند شرحه البيت ح ٨٣١.