للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩٢١ - حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا يحيى بن سُليم (١)، حدَّثنا عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم، عن أبي الطُّفَيل، عن عبد الله بن عبَّاس (٢)، أنَّ رسول الله لَمَّا نزل من [الظَّهْرَان] (٣) في صُلْحِ قُريشٍ بلغَ

⦗٨٣⦘ أصحابَ رسول الله أنَّ قُريشًا تقولُ: ما نُتَابعِ (٤) أصحابَ محمَّد ضَعْفًا وهَزْلًا، وقال أصحابُ النَّبِيّ : يا رسول الله، لَوِ انْتَحَرْنَا ظَهْرَنَا، فأكلْنا من لُحُومِها وشُحُومِها وحَسَوْنَا من المَرَقِ أصبَحْنَا غدًا إذا غَدْوَنا عليهم وبنَا عليهِم جَمَامٌ (٥)، قال: "لا، ولكِن ائْتُوني بِمَا فَضَلَ من أزْوَادكم" فَبَسَطُوا أنْطَاعَهُم (٦)، ثُمَّ صَبُّوا علَيْهَا فُضُولَ ما فَضَلَ من أزْوَادِهِم في جُرُبهِم (٧)، ثُمَّ غَدَوْا على القَوْمَ، فقالَ رسول الله : لَا يَرَى القومُ فِيكُم غَمِيْزَةً (٨) " فاضْطَبَعَ (٩) رسول الله

⦗٨٤⦘ وأصحابُه، ورَمَلُوا ثلاثةَ أشْواطٍ، ومشوا أربعةً، فكانتْ قريشٌ والمشركونَ في الحِجْرِ عنْد دارِ النَّدْوَة، وكانَ أصحابُ رسول الله وإذا تَغَيَّبُوا منْهُم عندَ الرُّكْنِ اليَمَانِيِّ والأسْودِ مَشوا، ثُمَّ يَطَّلِعُوا عليهِم تقُولُ قُرَيْشٌ: والله لَكَأَنَّهُم الغِزْلانُ، فكانت سُنَّةً (١٠).


(١) هُو: يحيى بن سُليم الطَّائِفي.
وثَّقه ابن معين، وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان يخطئ".
وقال أبو حاتم: "شيخ محله الصدق، ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال النسائي: "ليس به بأس، وهو منكر الحديث"، وقال أبو بشر الدولابي: "ليس بالقوي".
وثقه الذهبي وذكره في الكاشف، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق سيِّئ الحفظ".
قلت: مجموع كلام الأئمة يدل على أنه يعتبر به، وقد تابعه إسماعيل بن زكريا عن عبد الله بن عثمان بن خثيم في مسند الإمام أحمد (١/ ٣٠٥).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٥٠٠)، التاريخ الكبير (٨/ ٢٧٩)، الجرح والتعديل (٩/ ١٥٦)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص ١٠٨)، معرفة الثقات (٢/ ٣٥٣)، الثقات (٧/ ٦١٥)، تهذيب الكمال (٣١/ ٣٦٥)، الكاشف (٢/ ٧٦٣)، تهذيب التهذيب (١١/ ٢٢٦)، تقريب التهذيب (ت ٨٥٢٠).
(٢) موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركته من المصادر التي أخرجت الحديث، والسياق يدلُّ على حصول سقط في الكلام، ومرُّ الظَّهران: وادٍ فَحْلٌ منْ أَوْدِيَةِ الحجازِ يأخذُ مياهَ النَّخْلتَيْنِ فَيَمُرُّ شِمَالَ مَكَةَ على ٢٢ كَيْلًا، ويَصُبُّ في البَحْرِ جنوبَ جِدَّة بِقُّرابَة عِشْرين كَيْلًا، وفيهِ عشراتُ العُيون بلْ كانتْ مِئَاتُها، وكذلك القُرى. =
⦗٨٣⦘ = انظر: معجم المعالم الجغرافية في السِّيرة النبوية (ص ٢٨٨).
(٤) هكذا اللفظ في نسخة (م)، وفي مسند الإمام أحمد (١/ ٣٠٥): "يَتَبَاعَثُون"، وهو أوضح.
(٥) جَمَام: -بفتح الجيم- الرَّاحة، حيث يكون الإنسان مجتمعا غيرَ مضطرب الأعضاء.
انظر: معجم مقاييس اللُّغة (ص ١٨٣).
(٦) الأنْطَاع: جمعُ نِطْعٍ، وهي السُّفرة.
انظر: مشارق الأنوار (٢/ ١١).
(٧) الجُرُب: -بضمّ الجيم والراء- جمع جِراب، هو وِعاءٌ من جلد كالمزود ونحوه.
انظر: مشارق الأنوار (١/ ١٤٤).
(٨) الغَمِيزَة: ما يُعَاب على الإنسان.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٤٧١)، العين (٤/ ٣٨٦)، المصباح المنير (٢/ ٤٥٣)، أساس البلاغة (ص ٤٥٦).
(٩) اضْطَبَع: اضطبع بِالثَّوب إذا جعلَه تحت إبْطِه وترك منكبَه مكشُوفًا. =
⦗٨٤⦘ = انظر: الفائق للزمخشري (٢/ ٣٢٧).
(١٠) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة … (٢/ ٩٢٣) عن أبي الربيع الزهراني، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب كيف كان بدء الرَّمل (ص ٢٦٠، ح ١٩٠٢) عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس به مختصرا، وليس فيهما قصة بسط الأنطاع، وأخرجه أبو داود في سننه (ص ٢١٨، ح ١٨٨٩) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن يحيى بن سليم به مختصرا أيضا، وأخرجه أحمد في مسنده (١/ ٣٠٥) عن محمد بن الصبَّاح، عن إسماعيل بن زكريا، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٩/ ١٢٠) عن الحسن بن سفيان، عن العباس بن الوليد، عن يحيى بن سليم، كلاهما عن عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم بِنَحو لفظ المصنِّف.
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحةٌ لم ترد عند المصنِّف.