(٢) موضِعُ الالتقاء مع مسلم. (٣) أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تنفي شرارها (٢/ ١٠٠٧، ح ٤٩١) عن قُتيبة بن سعيد، عن وهنَّاد بن السَّرِيِّ، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص، عن سماك به، بلفظ: "إنَّ الله تعالى سمَّى المدينةَ طابةَ". قلتُ: أمَّا رواية أبي عوانة من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة بلفظ: "طيبة"، فمع ثبوت هذه التَّسمية عن النَّبيّ ﷺ في أحاديث أخرى تبقى محلّ نظر في ثبوتها عن شعبة في هذا الحديث، فقد خالف الطَّيالسيَّ في ذلك جمعٌ من الثقات الأثبات عن شُعبة، منهم وهبُ بن جرير (كما عند المصنَّف)، ويحيى بن سعيد القطَّان (مسند الإمام أحمد ٥/ ١٠١) وعبد الرحمن بن مهدي (مسند أحمد ٥/ ١٠)، ومعاذ بن معاذ العنبري (صحيح ابن حبَّان ٩/ ٤٤)، كُلُّهم يروونه عن شُعبةَ بلفظ: "طابة". ووافق روايةَ الجماعة عن شُعبة روايةُ جمعٍ من الرُّواة عن سماك بن حرب بلفظ: "طابة"، منهم أبو الأحوص (صحيح مسلم ٢/ ١٠٠٧، ح ٤٩١) وأسباط (مسند أحمد ٥/ ٩٨) وحماد بن سلمة (مسند أحمد ٥/ ١٠٦)، وزهير بن معاوية (كما عند المصنِّف) كلُّهم رووه عن سماكٍ بلفظ: "طابة"، مِمَّا يدلُّ على ثبوت تسمية "طابة" دون "طيبة" في هذا الحديث، وأبو داود الطَّيالسي مع كونِه من أثبتِ النَّاس في شُعبة، إلا أنَّ روايةَ الجماعة من الثقات تقدَّم على ما روى كونها رواية الأكثر والأحفظ، ولعلَّ الخطأ ليس منه، بل جاء عن الراوي عنه: يونس بن حبيب، = ⦗٣٥٤⦘ = ورُبَّما لأجل هذا قال أبو عوانة: "هذا لفظُ يُونُس"، ولم يقل: "هذا لفظ أبي داود الطَّيالسي". تنبيه: ذكر ابن حجرٍ في إتحاف المهرة (٣/ ٧٣، ح ٢٥٤٨) تحت هذا الحديث طريقين آخرين عزاهما لأبي عوانة، ولكنِّي لم أقف عليها في مستخرج أبي عوانة، ولعلَّها سقطتْ عن النسخة: قال الحافظ: "عه فيه: ثنا أبو داود الحراني، ثنا يحيى بن حمَّاد، ثنا أبو عوانة، وعن أبي قلابة، ثنا يحيى، ثنا أبو الأحوص، كلاهما عن سماكٍ به". من فوائد الاستخراج: تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.