للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٢٠٣ - ز حدثنا يوسف بن مُسَلَّم (١)، قال: حدثنا حجاج (٢)، قال: حدثني شعبة، عن علقمة بن مَرْثَد (٣)، عن سعد بن عبيدة (٤)، عن أبي عبد الرحمن السلمي (٥)، عن عثمان [] (٦) قال: قال النبي : "خياركم من تعلم القرآن وعلَّمه".

قال أبو عبد الرحمن: وهو الذي أجلسني هذا المجلس، وكان يقرئ (٧).

⦗٩⦘ قال شعبة: ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان، ولا من عبد الله بن مسعود، ولكن سمع من علي [] (٨) (٩).

⦗١٠⦘ كذا يقول شعبة: عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن (١٠).


(١) يوسف بن سعيد بن مُسَلّم المصيصي.
(٢) حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي.
(٣) الحضرمي، أبو الحارث الكوفي.
(٤) السّلمي، أبو حمزة الكوفي.
(٥) -ع- عبد الله بن حبيب بن رُبَيِّعة، بفتح الموحدة وتشديد الياء، المقرئ الكوفي، ثقة ثبت. التقريب ٣٢٨٩.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من نسخة (م).
(٧) الإسناد: شيخ أبي عوانة ثقة حافظ ومن فوقه من رجال الشيخين.
والحديث من زوائد المصنف على صحيح مسلم.
وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن =
⦗٩⦘ = وعلمه حديث ٥٠٢٧ عن حجاج بن منهال عن شعبة، به. وفيه (خيركم) بدل (خياكم)، وقال: "قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن السلمي في إمرةِ عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا".
قال الدارقطني في العلل ٣/ ٥٩ بعد ذكره لطرق هذا الحديث: وأصحها حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عن النبي .
ورواه أبو نعيم في الحلية ٤/ ١٩٣ من طريق حجاج وغيره، عن شعبة به. وقال: هذا حديث صحيح متفق عليه.
(٨) ما بين المعكوفين زيادة من نسخة (م).
(٩) وأسند قول شعبة السابق ابن أبي حاتم عنه في المراسيل ص ١٠٦ - ١٠٧، وكذا رواه عنه في تقدمة الجرح والتعديل ١/ ١٣١، وذكره العلائي في جامع التحصيل ص ٢٠٨، لكنه قال: وقال أبو حاتم: "لا تثبت روايته عن علي ، فقيل له: سمع من عثمان؟ فقال: روى عنه لا يذكر سماعًا. ونقل عن أحمد بن حنبل في رده على قول شعبة: لم يسمع من ابن مسعود، قال: أراه وهما".
وقال الدارقطني -كما في مقدمة الفتح ص ٣٧٤ - : "وقال حجاج بن محمد عن شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن بن عثمان شيئًا". ورد الذهبي على هذا بقوله: "ليس بشيء، فإنه ثبت لقيه لعثمان، وكان ثقة، كبير القدر، وحديثه مخرج في الكتب الستة". ونقل ذلك ابن الجزري عنه، وزاد: "أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان … ولا زال يقرئ الناس من زمن عثمان إلى أن توفي". معرفة القراء الكبار للذهبي ١/ ٥٧ رقم ١٥، النهاية في طبقات القراء ١/ ٤١٥ رقم ١٧٥٥. =
⦗١٠⦘ = وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: "أخرج له البخاري حديثين عن عثمان … وقد عُلم أنه لا يكتفى بمجرد إمكان اللقاء. وقال أبو عمرو الداني: أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضا عن عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت .
وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة والله أعلم". جامع التحصيل ص ٢٠٩.
وقال الحافظ في هدي الساري ص ٣٧٥: "وأما كون أبي عبد الرحمن لم يسمع من عثمان فيما زعم شعبة فقد أثبت غيره سماعه منه، وقال البخاري في التاريخ الكبير سمع من عثمان والله أعلم" اهـ.
قلت: قال البخاري : "سمع عليا، وعثمان، وابن مسعود ، سمع منه سعد بن عبيدة". التاريخ الكبير ٥/ ٧٣.
وقال الحافظ: "لكن ظهر لي أن البخاري اعتمد في وصله وفي ترجيح لقاء أبي عبد الرحمن لعثمان على ما وقع في رواية شعبة عن سعد بن عبيدة من الزيادة، وهي: أن أبا عبد الرحمن اقرأ من زمن عثمان إلى زمن الحجاج، وأن الذي حمله على ذلك هو الحديث المذكور، فدل على أنه سماعه في ذلك الزمان، وإذا سمعه في ذلك الزمان ولم يوصف بالتدليس اقتضى ذلك سماعه ممن عنعنه عنه وهو عثمان ، ولا سيما مع ما اشتهر بين القراء أنه قرأ القرآن على عثمان، وأسندوا ذلك عنه من رواية عاصم بن أبي النجود وغيره، فكان هذا أولى من قول من قال: إنه لم يسمع منه". اهـ.
(١٠) وقول المصنف : كذا يقول شعبة عن سعد … إلخ.
إشارة منه إلى أن شعبة زاد في الإسناد (سعد بن عبيدة). قال الدارقطني كما نقل عنه الحافظ: "اختلف شعبة، والثوري في إسناده فأدخل شعبة بين علقمة وبين أبي =
⦗١١⦘ = عبد الرحمن سعد بن عبيدة. وقد تابع شعبة على زيادته من لا يحتج به، وتابع الثوري جماعة من الثقات". لكن الحافظ قال: "قد قدمنا أن مثل هذا يخرجه البخاري على الاحتمال لأن رواية الثوري عند جماعة من الحفاظ قوله المحفوظة، وشعبة زاد رجلا فأمكن أن يكون علقمة سمعه من سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن ثم لقي أبا عبد الرحمن فسمعه منه". اهـ مختصرًا. هدي الساري ص ٣٧٤.
وقال الحافظ في الفتح ٩/ ٧٥: "ورجح الحفاظ رواية الثوري وعدوا رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد، وأما البخاري فأخرج الطريقين، فكأنه ترجح عنده أنهما جميعًا محفوظان، فيحمل على أن علقمة سمعه أولًا من سعد ثم لقي أبا عبد الرحمن فحدثه به، أو سمعه مع سعد من أبي عبد الرحمن فثبته فيه سعد".
وسبق ذكر قول الدارقطني في العلل ٣/ ٥٩: "وأصحها حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان، عن النبي ". اهـ. فصح الإسناد الذي فيه سعد بن عبيدة.