للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٢٣٤ - حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفان (١)، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء. وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء؟ فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله وهم بنخلة (٢)، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة

⦗٣٥⦘ الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهناك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله على نبيه ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ﴾ (٣)، وإنما أوحي إليه قول الجنّ" (٤).


(١) ابن مسلم الصفار.
(٢) نخلة: واد بين مكة والطائف وهو إلى الطائف أقرب، بينهما عشرة أميال، وتسمى نخلة اليمانية. فتح الباري ٨/ ٦٧١، معجم البلدان ٥/ ٢٧٧.
(٣) سورة الجن الآية: (١).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، وتقدم تخريجه في الحديث السابق.
فوائد الاستخراج:
١ - التقى أبو عوانة مع مسلم عند أبي عوانة، وهذا "بدل".
٢ - ورد في مسلم لفظ (بنخل)، وصوابه (بنخلة) كما عند أبي عوانة والبخاري، وصوبه النووي في شرحه أيضا ٤/ ٣٩٠.
٣ - زيادة لفظ "وإنما أوحى إليه قول الجن" في آخر الحديث.
٤ - روى الحديث الإمام مسلم عن شيبان بن فروخ عن أبي عوانة، وشيبان قال فيه الحافظ: صدوق يهم، رمي بالقدر. وراه أبو عوانة من طريق هشام بن عبد الملك كما في حديث ٤٢٣٣، وعفان كلاهما عنه، وهما ثقتان.