للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٤٤ - حَدثنا محمد بن إسْحاق الصاغاني، ومحمد بن عيسى

⦗٢٥٧⦘ العَطار الأبرَصُ (١)، قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء (٢)، أخبَرني شعْبَةُ،

⦗٢٥٨⦘ عَن عاصمٍ أن أبا عثمان قال: إنَّ سعدًا -وكان أوّلَ من رمى بسهمٍ في سبيل الله-، وَأبا بكرة -وكان أوّلَ من نزل من قصر الطائف (٣) مُسْلِمًا-

⦗٢٥٩⦘ قالا: سمعنا النَّبيَّ يقول: "مَن ادَّعَى إلى (٤) غير أبيهِ، وهو يعلمُ أنه غَيرُ أبيهِ فالجنَّة عليه حرام" (٥).


(١) هو: محمد بن عيسى بن أبي موسى العطار الأبرص أبو جعفر البغدادي، الأفواهي.
(٢) الخَفَّاف العجلي مولاهم، أبو نصر، توفي سنة (٢٠٤ هـ).
والخفَّاف نسبة إلى حرفة عمل الخِفاف التي تُلبس. الأنساب للسمعاني (٥/ ١٥٥).
وثقه ابن معين، وابن نمير، والنسائي -في رواية-، والحسن بن سفيان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: "لا بأس به"، ووثقه الدارقطني، وابن شاهين، والسمعاني.
وكان يحيى القطان حسن الرأي فيه، ويعرفه معرفة قديمة، وقال ابن سعد: "لزم ابن أبي عروبة، وعرف بصحبته، كتب كتبه، وكان كثير الحديث، معروفًا، صدوقًا إن شاء الله".
وقال عثمان بن أبي شيبة: "ليس بكذاب، ولكن ليس هو ممن يتكل عليه"،، وقال الإمام أحمد: "ضعيف الحديث، مضطرب" وصحح حديثه عن هشام الدستوائي، وقال: "كان من أعلم الناس بحديث سعيد أبي عروبة".
وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم، وهو محتمل"، وقال أيضًا: "يكتب حديثه، قيل: يحتج به؟ قال: أرجو، إلا أنه كان يدلِّس عن ثورٍ وأقوام أحاديث مناكير".
وذكره أبو زرعة في الضعفاء، وقال: "روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، محله الصدق، وليس عندهم بقوي الحديث".
وقال البزار: "ليس بقوي، وقد احتمل أهل العلم حديثه"، وقال صالح جزرة: "أنكروا على الخفاف حديثًا رواه لثور بن يزيد … في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، وكان ابن معين يقول: هذا موضوع، وعبد الوهاب لم يقل فيه: "حدثنا ثور ولعله دلَّسه فيه، وهو ثقة".
وضعفه النسائي في رواية، وقال الساجي: "صدوق، ليس بالقوي عندهم".=
⦗٢٥٨⦘ = وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: "فيه لين".
وقال الذهبي: "صدوق"، وقال: "حديثه في درجة الحسن"، وقال أيضًا عقب ذكره في ديوان الضعفاء: "حسن الحديث، ضعفه أحمد".
وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ، أنكروا عليه حديثًا في العباس يقال: دلَّسه عن ثور"، وذكره في المرتبة الثالثة من المدلسين.
فخلاصة القول أنه حسن الحديث -كما قال الذهبي- بشرط تصريحه بالسماع لكونه موصوفًا بالتدليس، وقد صرَّح بالتحديث في هذا الحديث، وتوبع على روايته أيضًا.
انظر: الطبقات لابن سعد (٧/ ٣٣٣)، تاريخ الدوري (٢/ ٣٧٩)، العلل، رواية عبد الله بن أحمد (٢/ ٢٥٥)، العلل رواية المروذي (ص: ٢٠١)، الضعفاء الصغير للبخاري (ص: ١٥٦)، أبو زرعة وجهوده في السنة (٢/ ٦٣٦)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: ١٦٣) الضعفاء للعقيلي (٣/ ٧٧)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/ ٧٢)، الثقات لابن حبان (٧/ ١٣٣)، الكامل لابن عدي (٥/ ١٩٣٤)، الثقات لابن شاهين (ص: ٢٤٢)، تاريخ بغداد للخطيب (١١/ ٢٢)، الأنساب للسمعاني (٥/ ١٥٧)، تهذيب الكمال للمزي (١٨/ ٥٠٩)، ديوان الضعفاء (ص: ٢٦٣ رقم ٢٦٧٧)، سير أعلام النبلاء (٩/ ٤٥٤) الميزان ثلاثتها للذهبي (٢/ ٦٨١)، تعريف أهل التقديس (ص: ٩٦)، وتهذيب التهذيب (٦/ ٣٩٥)، والتقريب لابن حجر (٤٢٦٢)، شذرات الذهب لابن العماد (٢/ ١٣).
(٣) الطائف مدينة غنيَّة عن التعريف، تبعد عن مكة ٩٩ كيلو مترًا شرق مكة مع ميل قليل إلى الجنوب، وترتفع عن سطح البحر ١٦٣٠ مترًا. المعالم الأثيرة لمحمد شُرَّاب (ص: ١٧٠).
قال ياقوت: "وسميت طائفًا بحائطها المبني حولها المحدق بها". =
⦗٢٥٩⦘ = ولم أجد أحدًا عرَّف بقصر الطائف الوارد في الحديث، والظاهر أن المقصود به هو الطائف نفسه بحائطه المبني عليه؛ ففي معجم البلدان قال: "القصر: هو البناء المشيَّد العالي المشرف، مشتق من الحبس والمنع". وهو حائط الطائف، والله أعلم.
انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (٤/ ١٠ - ١٣، ٤٠٢).
(٤) في (م): "على"، وهو خطأ.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب المغازي- باب غزوة الطائف (الفتح ٧/ ٦٤٢ ح ٤٣٢٦) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به. ولم يخرجه مسلم من طريق شعبة.