للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٧٧ - حَدثنا ابن أبي رَجاء (١)، حدثنا وكيع بن الجَرَّاح، عَن الأعمش، عن أبي وَائلٍ (٢)، عَن عبد الله قال: قال رسولُ الله : "مَنْ حَلَفَ على يَمِينِ صَبْرٍ (٣) لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ -وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ- لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ".

فَدَخَلَ الأشْعَثُ بن قَيسٍ فَقال: ما يُحَدِّثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كَذَا وَكَذَا. قال: صَدَقَ، فِيَّ نَزَلَتْ، خَاصَمْتُ رَجُلًا (٤) إلى النَّبِيِّ في أَرْضٍ لَنَا، قال: "بَيِّنَتُكَ". قلتُ: لَيْسَتْ لِي بَيِّنَةٌ. قال: "فَيَمِيْنُهُ". قلتُ: إِذًا يَحْلِف.

قال رسولُ الله عندَ ذلك: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْر (٥)

⦗٣٠٣⦘ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ -وَهُوَ فِيها فَاجِرٌ- لَقِيَ الله وَهُو عَليهِ غَضْبَانٌ، فَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ إلى قوله: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٧)(٦) " (٧).


(١) أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثَغْري المصيصي.
(٢) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي.
(٣) قال النووي: "هي بإضافة يمين إلى صبر، ويمين الصبر هي التي يحبس الحالف نفسه عليها (أو يُلزم بها عند حكم ونحوه) … وهو فيها فاجر أي: متعمد الكذب، وتسمى اليمين الغَموس". شرح صحيح مسلم (٢/ ١٢١، ١٦٠).
(٤) وهذا الرجل هو ابن عمه كما بينته رواية البخاري، واسمه: معدان -أو جرير- بن الأسود بن معد يكرب الكندي، ويلقب بالجَفشيش.
انظر: فتح الباري (٥/ ٤١ و ١١/ ٥٦٩)، الإصابة لابن حجر (١/ ٤٩١).
(٥) في (م) و (ك): "يمينٍ صبرًا".
(٦) سورة آل عمران- الآية (٧٧).
(٧) أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، منها: في كتاب الشرب والمساقاة -باب الخصومة في البئر، والقضاء فيها (٥/ ٤١ ح ٢٣٥٦) من طريق أبي حمزة السكري عن الأعمش به، وفي كتاب الخصومات -باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (الفتح ٥/ ٨٨ ح ٣٤١٦) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به، وفي كتاب الشهادات- باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين … (الفتح ٥/ ٣٣٦ ح ٢٦٧٣) من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به.
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار (١/ ١٢٢ ح ٢٢٠) من طريق ابن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وابن نمير كلهم عن وكيع به.
وأخرجه أيضًا من طريق ابن نمير عن أبي معاوية عن الأعمش به (ح ٢٢٠).
فائدة الاستخراج:
جاء وكيع عند مسلم مهملًا، وبيَّنه المصنِّف بأنه: ابن الجراح.