للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥١٢٣ - ح وحدثنا عمار بن رجاء، وأبو بكر محمد بن ربح البغدادي (١)، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، قال: "سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب بن الزبير أيفرق بينهما؟ فما دريت ما أقول، فانطلقت حتى أتيت باب ابن عمر (٢)، فقلت للغلام: لتأذن لي فقال: إنه نائم -وقال يزيد، وابن نمير (٣): قائل (٤) - ولا نستطيع أن ندخل عليه، فسمع ابن عمر صوتي فقال: ابن جبير؟ فقلت: نعم، فقال: ائذنوا له -وقال يزيد وابن نمير: ادخل ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة- فدخلت عليه فوجدته مفترشًا برْذعة (٥) رحله متوسدا

⦗٦٩٠⦘ بمدفئه (٦) حشوها ليف. قلت: يا أبا عبد الرحمن، المتلاعنين أيفرق بينهما؟ قال: سبحان الله! نعم. إن أول من سأل عن ذلك رسول الله فلان، قال: يا رسول الله، أرأيت لو أن أحدنا إذا رأى امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ إن سكت سكت عن أمر عظيم، وإن تكلم فمثل ذلك. فسكت النبي فلم يجبه، فقام لحاجة، فلما كان بعد ذلك أتى النبي فقال: يا رسول الله، إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به، فأنزل الله ﷿ هؤلاء الآيات في النور ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ﴾ (٧) حتى قرأ هؤلاء الآيات، فدعا النبي بالرجل فتلاهن عليه ووعظه وذكّره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. قال: لا، والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها، ثم دعا بها، فوعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، قالت: لا، والذي بعثك بالحق إنه لكاذب فيه، فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان

⦗٦٩١⦘ من الصادقين، ثم فرق بينهما" (٨).


(١) محمد بن ربح بن سليمان، أبو بكر البزار، ت ٢٨٣ هـ. وثقه الخطيب. تاريخ بغداد ٥/ ٢٧٨.
(٢) زاد مسلم: بمكة.
(٣) هو عبد الله بن نمير، وهي رواية مسلم في صحيحه.
(٤) من القيلولة، وهي نومة الغداة.
(٥) برْذعة: الحِلس الذي يلقى تحت الرحل، والجمع البراذع. لسان العرب ٨/ ٨، النهاية ١/ ٤٢٣.
(٦) غير واضحة في الأصل، وفي مسلم: متوسد وسادة.
(٧) سورة النور، آية ٦.
(٨) رواه مسلم في صحيحه، في اللعان (٢/ ١١٣٠ - ١١٣١) - ح ٤ - من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، به. بألفاظ متقاربة.
زاد أبو عوانة: "ولا نستطيع أن ندخل عليه". ولفظ: "رسول الله ". بعد قوله: "أول من سأل عن ذلك".
ورواه من طريق عيسى بن يونس، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأحال لفظه على رواية ابن نمير.