كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ كتاب البيوع - باب ذكر الخبر الموجب على الوازن أن يرجح إذا وزن، والإباحة لمن له ذهب أو فضة على رجل أن يأخذ منه أرجح مما عليه - ج: 12 - ص: 90

٥٢٨٦ - حدثنا يوسف بن مسلم (١)، قال: حدثنا حجاج (٢)، عن ابن جريج (٣)، قال: أخبرني عطاء (٤) وغيره -يزيد بعضهم على بعض هذا الحديث لم يبلغه كله عن رجل واحد منهم- (٥) [عن] (٦) جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فكنت على جمل ثَفال (٧) إنما هو في آخر القوم، فمر بي النبي ﷺ فقال: "من هذا؟ " فقلت: جابر ابن عبد الله، فقال: "ما لك؟ " فقلت: عَيِيَ على جمل ثَفال فقال: "أمعك قضيب؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "أعطينيه" فأعطيته فنخسه

⦗٩١⦘ فزجره، فكان بذلك المكان في أول القوم، فقال: "بعنيه"، قلت: هو لك يا رسول الله، قال: بل بعنيه، قال: "قد أخذته بأربعة دنانير ولك ظهره حتى تأتي المدينة" فلما دنونا المدينة أخذت ارتحلُ، فقال: "أين تريد؟ " قلت: إني تزوجت امرأة يا رسول الله قد خلا (٨) منها قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟ " قلت: إن أبي توفي وترك بنات فأردت أن أنكح امرأة قد جرَّبت وخلا منها تكن إليها، قال: "فذلك إذًا، فأين تريد؟ " قال: آتيها يا رسول الله! قال: "فلا تطرقوا النساء" قال: فلما قدموا المدينة قال النبي ﷺ: "يا بلال اقضه وزده" فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطًا، فقال جابر: لا تفارقني زيادة رسول الله ﷺ، فلم يكن القيراط يفارق قراب (٩) جابر (١٠).

---

(١) يوسف بن سعيد بن مسلم المصِيصي.
(٢) ابن محمد المصيصي الأعور.
(٣) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
(٤) ابن أبي رباح.
(٥) قال الحافظ ابن حجر (في فتح الباري ٤/ ٤٨٥) شارحًا لهذه العبارة: "أي ليس جميع الحديث عند واحد منهم بعينه، وإنما عند بعضهم منه ما ليس عند الآخر".
(٦) ساقطة من الأصل وأثبتها كما في البخاري، ولما يقتضيه السياق.
(٧) ثَفَال: بفتح المثلثة بعدها فاء خفيفة: هو البعير البطئ السير. (النهاية ١/ ٢١٥) وكذا ضبطها ابن حجر في فتح الباري (٤/ ٤٨٦).
(٨) أي كَبرَت ومضى عُمرُها.
النهاية في غريب الحديث (٢/ ٧٤).
(٩) في صحيح البخاري "جراب" والقراب هو: شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه.
(١٠) إسناده صحيح، وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٣/ ١٢٢٤) في كتاب المساقاة، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريج به مختصرًا جدًّا.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه (٤/ ٤٨٥) في كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجل رجلًا أن يعطي شيئًا ولم يبين كم يعطي، فأعطى على ما يتعارفه الناس، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا ابن جريج، به، نحوه.