للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١٠ - حدثنا الصاغاني، حدثنا ابن أبي مريم (١)، أخبرنا أبو غسَّان محمد بن مُطرِّف (٢)، حَدثني أبو حَازم (٣)، عن سَهل بن سعدٍ أنَّ رجلًا (٤) (*كان من أعظم*) المسلمين غَناءً (٥) عن المسلمين في غزوة

⦗٣٤٧⦘ غزاها (٦) مع رسول الله ، فنظر إليه رسولُ الله فقال: "مَن أَحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهل النَّار فلينظرْ إلى هذا. فاتبعَهُ رجلٌ من القوم (٧) وهوَ على ذلك أشدُّ الناس على المشركين، حتى جُرح فاسْتعجل الموتَ، فجَعَلَ ذُبابَ (٨) سيفهِ بَين ثَدْييه حتى خرج من بين كتفيه.

فأقبل الرجل -إلى رسول الله (٩) الذي كان معه، حتى أَتى رسول الله مُسرعًا، فقال له: أشهَدُ أنَّك رسولُ الله، فقال له رسول الله : وَمَا لك؟ قال: قلتَ لفلانٍ مَن أحبَّ أن ينظُرَ إلى رجلٍ من أهل النَّار فلينظر إلى هذا، فكان من أعظمِنا غَناءً عن المسلمين، فَعَرَفْتُ أنه لا يموتُ على ذلك، فلما جُرح اسْتعجل الموت فقتل نفسَهُ، فقال رسولُ الله : إنَّ العبد ليَعمَلُ عَمَل أَهل الجنَّةِ وإنَّه لمن

⦗٣٤٨⦘ أهل النَّار، ويَعمل عمل أهل النَّار وإنه لمن أهل الجنَّةِ إنَّما الأعمالُ بالخواتيم" (١٠).

رواه القعنبي (١١)، عن عبد العزيز بن أبي حَازم، عَن أبيهِ عَن سَهل بن سَعْدٍ: أَن النبيَّ التَقَى هو وَالمشركون في بعضِ مَغازيه"، وَذكَر الحديْثَ بطُوله بِمَعناه (١٢).


(١) سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري.
(٢) ابن داود بن مطرِّف الليثي المدني.
(٣) سلمة بن دينار المدني الأعرج.
(٤) ذكر ابن قتيبة أن اسم هذا الرجل: قُزْمان الظُفُري حليف بني ظُفُر، وأن هذه القصة وقعت يوم أُحُد، وكذا حكاه الحافظ في الإصابة، واستبعده في الفتح لدلائل ساقها.
وقد ساق البخاري الحديث في باب غزوة خيبر مما يدل على أنه يرى أنها وقعت فيها.
انظر: المعارف لابن قتيبة (ص: ١٦٠)، الإصابة (٥/ ٤٤٠)، والفتح لابن حجر (٧/ ٥٣٩).
(٥) قال الحافظ ابن حجر: "غَنَاءً: بفتح المعجمة بعدها نون، ممدود أي: كفاية، وأغنى فلانٌ عن فلانٍ ناب عنه وجرى مجراه". الفتح (١١/ ٣٣٨). =
⦗٣٤٧⦘ = ولفظ مسلم: "رجلٌ لا يدع لهم شاذَّةً إلا اتَّبعها يضربها بسيفه".
(٦) في (م): "غزاه".
(٧) أفاد الحافظ ابن حجر بأنه: أكثم بن أبي الجَون الخزاعي كما يظهر من روايته للحديث الذي أخرجه الطبراني. وهو في المعجم الكبير (١/ ٢٩٦)، وحسن إسناده الهيثمي.
انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (٧/ ٣١٤)، فتح الباري (٧/ ٥٤٠).
(٨) ذباب السيف: طرفه الأسفل (الذي يضرب به) وطرفه الأعلى مقبضه.
انظر: شرح مسلم للنووي (٢/ ١٢٣)، النهاية لابن الأثير (٢/ ١٥٢).
(٩) في (ك): "النبي".
(١٠) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب القدر- باب العمل بالخواتيم (الفتح ١١/ ٥٠٧ ح ٦٦٠٧) عن سعيد بن أبي مريم عن أبي غسان بلفظ المصنِّف.
وأخرجه في كتاب المغازي من صحيحه -باب غزوة خيبر (الفتح ٧/ ٥٣٨ ح ٤٢٠٢)، ومسلم في كتاب الإيمان -باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه … (١/ ١٠٦ ح ١٧٩) كلاهما، عن قتيبة بن سعيد عن يعقوب عن أبي حازم به نحو لفظ المصنِّف.
فائدة الاستخراج:
عند كلٍّ من مسلم والمصنِّف ألفاظٌ ليست عند الآخر، وقوله في آخر الحديث: "وإنما الأعمال بالخواتيم" ليس عند مسلم.
(١١) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي.
(١٢) في (م): "معناه"، والحديث وصله البخاري في صحيحه -كتاب المغازي- باب غزوة خيبر (الفتح ٧/ ٥٤٣ ح ٤٢٠٧) عن القعنبي، عن ابن أبي حازم به.
وعلى هامش (ك) في هذا الموضع ما نصه: "بلغ قراءةً، كتبه الحصيني عفا الله عنه".