للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٢٢ - حدثَنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدثني أبي (١)، حدثنا محمد بن جَعفر، حدثنا شعبةُ، عن عبد الملك بن عُمير (٢)،

⦗٣٦٨⦘ عن رِبْعِيّ (٣) أَنَّ أبا موسى أُغميَ عليه، فبكَتْ عليه ابنةُ الدَّومى أمُّ أبي بردة (٤)، فلما أفاقَ قال: "أبْرؤُ إليكم ممن حَلق، وَسلَقَ (٥)،

⦗٣٦٩⦘ وشَقَّ" (٦).


(١) لم أجده بهذا الإسناد في مسنده.
(٢) ابن سويد بن جارية القرشي -ويقال: اللخمي- الكوفي، ويعرف بالقِبْطي أو ابن القِبْطية، نسبة إلى فرس له يقال له: قبطي توفي سنة (١٣٦ هـ).
وقال ابن خلِّكان: "الفَرَسي بالفاء والراء المفتوحتين والسين المهملة، نسبة إلى هذا الفرس أيضًا وأكثر الناس يصحِّفونه بالقرشي"، ونحوه قال ابن الأثير في اللباب.
وأورد الحافظ هذا الاختلاف في نسبه وقال: "الصواب أنه يجوز في نسبته الأمران".
وثقه ابن معين في رواية وقال: "أخطأ في حديث أو حديثين"، ووثقه العجلي، والنسائي، وابن نمير، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان مدلِّسًا"، وذكره في مشاهير علماء الأمصار أيضًا.
وقال ابن معين في رواية: "مخلِّط"، وقال الإمام أحمد: "مضطرب في الحديث جدًّا"، وفي رواية أنه ضعَّفه جدًّا. وقال أبو حاتم: "ليس بحافظ، وهو صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء، وقال ابن خراش: "كان شعبة لا يرضاه".
وهذا الحديث من رواية شعبة عنه، وهو من قدماء أصحابه.
وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ وقال: "ما اختلط الرجل، ولكنه تغيَّر تغيُّر الكبر"، ووثقه في المغني والميزان ورمز له "صح"، وقال: "لم يورده ابن عدي، ولا العقيلي، ولا ابن حبان، وقد ذكروا من هو أقوى حفظًا منه، وأما ابن الجوزي فحكى الجرح وما دكر التوثيق، =
⦗٣٦٨⦘ = والرجل من نظراء السبيعي أبي إسحاق، وسعيد المقبري، لما وقعوا في هرم الشيخوخة نقص حفظهم، وساءت أذهانهم، ولم يختلطوا، وحديثهم في كتب الإسلام كلها".
وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة، فصيح، تغيَّر حفظه، وربما دلس"، وقال في هدى الساري: "احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغير لكبر سنِّه؛ لأنه عاش مائة وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ولا ابن حبان".
وأورده في المرتبة الثالثة من المدلسين.
انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: ٢٩٥، ٣٠١)، العلل رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه (٣/ ٥٤)، ترتيب ثقات العجلي للهيثمى (٢/ ١٠٤)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٥/ ٣٦١)، الثقات لابن حبان (٥/ ١١٦)، اللباب لابن الأثير (٢/ ٤٢٢)، وفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ١٦٥)، تهذيب الكمال للمزي (١٨/ ٣٧٠)، ميزان الاعتدال (٢/ ٦٦٠)، وتذكرة الحفاظ (١/ ١٣٦)، والمغني في الضعفاء (٢/ ٤٠٧)، والرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردَّهم كلها للذهبي (ص: ١٣٢ رقم ٥٥)، تعريف أهل التقديس (ص: ٩٦)، وهدي الساري لابن حجر (ص: ٤٤٣)، والتقريب (٤٢٠٠).
(٣) ابن حِرَاش بن جحش الغطفاني العبسي، أبو مريم الكوفي.
(٤) هي أم عبد الله بنت أبي دَوْمَة، امرأة أبي موسى الأشعري.
انظر: تهذيب الكمال للمزي (٣٥/ ٣٧٠)، الإصابة لابن حجر (٨/ ٢٥٢).
(٥) بالسين، والصاد -كما في رواية آتية- لغتان، قال الأصمعي: هو الصوت الشديد، ومنه قوله تعالى: ﴿سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾ [سورة الأحزاب: ١٩].
وقال ابن الأثير: "سلق أي: رفع صوت عند المصيبة، وقيل: هو أن تصك المرأة =
⦗٣٦٩⦘ = وجهها وتمرشه والأول أصح".
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ٩٧)، النهاية لابن الأثير (٢/ ٣٩١).
(٦) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب تحريم ضرب الخدود، وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية (١/ ١٠٠ ح ١٦٧) من طريق عياض الأشعري عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عن النبي ، ومن طريق صفوان بن محرز عن أبي موسى كذلك مرفوعًا، ومن طريق الحسن بن علي الحلواني عن عبد الصمد عن شعبة عن عبد الملك عن ربعي بن حراشٍ به مرفوعًا.
وقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ١١٥) عن عفان بن مسلم عن شعبة عن عبد الملك بن عُمَير قال: "سمعت ربعيَّ … " به. وصرَّح عبد الملك في روايته بالتحديث غير أنه أورده موقوفًا كما هي رواية المصنِّف.
وأخرجه ابن منده في الإيمان (٢/ ٦٤٦) من طريق علي بن سعيد النسوي عن عبد الصمد عن شعبة عن عبد الملك بن عمير به مرفوعًا، وعقَّب ابن منده قائلًا: "رواه الحسن بن علي الحلواني عن عبد الصمد نحوه مرفوعًا، ورواه محمد بن يحيى عن عبد الصمد موقوفًا، كذلك رواه جماعة عن شعبة". أي موقوفًا. ومنهم عفان بن مسلم كما رواه المصنِّف.
ثم أخرجه -أي ابن منده- من طريق حفص بن عمر الحوضي عن شعبة عن عبد الملك به موقوفًا، وعقَّب بقوله: "رواه غندر، وغيره عن شعبة عن منصور، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس قال: أغمي على أبي موسى … مرفوعًا".
وقال الدارقطني : "يرويه عبد الملك بن عمير، واختلف عنه، فرفعه علي بن سعيد النسائي عن عبد الصمد عن شعبة عن عبد الملك بن عمير، ووقفه أصحاب شعبة عن شعبة. =
⦗٣٧٠⦘ = ورفعه المحاربي عن عبد الملك بن عمير إلى النبي ، قال ذلك أبو ظفر عن المحاربي، وغيره يرويه عنه موقوفًا.
ورفعه أبو عمر الضرير عن أبي عوانة عن عبد الملك، وغيره يرويه عن أبي عوانة موقوفًا، والموقوف عن عبد الملك أثبت". العلل للدارقطني (٧/ ٢٢٦).
ومع هذا الاختلاف فكلتا روايتي الرفع والوقف صواب، بحيث إن أبا موسى سمع الحديث من النبي فرواه عنه، ولما حصلت حادثة بكاء زوجه عليه أمامه برئ منها كما برئ منها النبي كما تدل عليه الرواية الآتية، والله أعلم.
فائدة الاستخراج:
لم يذكر مسلم لفظ الحديث من هذا الطريق، وذكره المصنِّف.