وقال عاتق البلادي: "العرب من قديم تطلق على كلِّ ما هو جنوب يمنًا، وعلى ما هو شمال: شامًا، خاصة في الحجاز فهم يعتبرون كل ما هو جنوب مكة: يمنًا". والحديث الآتي برقم (٢٣٧) يدل على أن الحجاز داخلٌ في اليمن، وفي هذه الفضيلة = ⦗٣٨١⦘ = التي ذكرها لهم النبي ﷺ، والله أعلم. انظر: معجم البلدان لياقوت (٥/ ٥١٠)، معجم المعالم الجغرافية للبلادي (ص: ٣٣٩). (٢) اختلف في المراد بالفدادين، وكلامهم يكاد يكون متقاربًا، قال النووي: "الصواب في الفدَّادين بتشديد الدال جمع فدَّاد: بدالين أولها مشددة، وهذا قول أهل الحديث والأصمعي وجمهور أهل اللغة، وهو من الفديد وهو: الصوت الشديد، فهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك". شرح صحيح مسلم، للنووي، (٢/ ٣٤). وقيل: هو جمع فَدَّان، والمراد به البقر التي يُحرَث عليها، وقيل: الفدان آلة الحرث والسكة، وقيل: إن الفدَّادين هم أصحاب الإبل الكثيرة من المائتين إلى الألف، وقيل: المراد به من يسكن الفدافد وهي البراري والصحاري، وهذا الأخير هو أضعف الأقوال. انظر: فتح الباري لابن حجر (٦/ ٤٠٥). (٣) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال (الفتح ٦/ ٤٠٣ ح ٣٣٠٢)، وأيضًا أخرجه في كتاب الطلاق -باب اللعان (الفتح ٩/ ٣٤٨ ح ٥٣٠٣) من طريق يحيى القطان عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأخرجه أيضًا في كتاب المناقب -باب قول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى. . .﴾ (الفتح ٦/ ٦٠٨ ح ٣٤٩٨) من طريق ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به. = ⦗٣٨٢⦘ = وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه (١/ ٧١ ح ٨١) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن نمير كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد به. فائدة الاستخراج: بيَّن المصنِّف: قيسًا بأنه ابن أبي حازم، وجاء عند مسلم مهملًا.