للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٨٦٨ - حدثنا أبو داود الحرّاني، قال: حدثنا أبو زيد (١)، قال:

⦗٤٨⦘ حدثنا شعبة (٢)، عن أبي جمرة (٣)، قال: دخل عليّ زَهْدَم بن مضرب على فرس فحدثني، قال: سمعت عمران بن حصين، قال: قال رسول الله : "خيركم قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، -ثلاثًا-، ثمّ إنّ من بعدهم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمن" (٤)، ثمّ قال (٥): لا أدري ذكر رسول الله بعد قرنه قرنين أو ثلاثة (٦).


(١) هو: سعيد بن الربيع الحرشي -بفتح الحاء المهملة والراء بعدها معجمة-، أبو زيد الهروي، البصري.
(٢) شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.
(٣) في (ل)، والمطبوع: "عن أبي حمزة" بالحاء المهملة بعدها زاي منقوطة، والصواب (عن أبي جمرة) بالجيم المعجمة بعدها راء مهملة، وهو نصر بن عمران الضبعي البصري.
انظر: تهذيب الكمال (٢٩/ ٣٦٢ - ٣٦٣)، تحفة الأشراف (٨/ ١٨١ - ١٨٢).
(٤) السِّمَن: -بكسر المهملة وفتح الميم بعدها نون- أي يحبّون التوسع في المأكل والمشارب، وهي من أسباب السمن، وقيل: المعنى أنهم يريدون الاستكثار من الأموال، وقيل: أي يتكثرون بما ليس فيهم، ويدّعون ما ليس لهم من الشرف.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٣٧٧)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٦/ ٨٦ - ٨٧)، فتح الباري (٥/ ٣٠٨).
(٥) القائل هو: عمران بن حصين كما في رواية مسلم.
(٦) أخرجه مسلم: (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ح (٢١٤)، ٤/ ١٩٦٤).
وأخرجه البخاري: (كتاب الشهادات -باب لا يُشهد على شهادة جور إذا أُشهد - ح (٢٦٥٠)، (٥/ ٣٠٦ فتح).
* تنبيه: ظاهر أحاديث الباب التعارض، وقد جمع أهل العلم بين الحديثين، وأجابوا =
⦗٤٩⦘ = بعدة أجوبة، وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بحديث زيد بن خالد من كانت عنده شهادة لإنسان بحق لا يعلم بها صاحبها فيأتي إليه فيخبره بها، أو يموت صاحبها العالم بها ويخلف ورثة فيأتي الشاهد إليهم فيعلمهم بذلك … وكذا شهادة الحسبة وهي ما يتعلق في حقوق الله تعالى.
أَمّا حديث عمران فالذمّ في ذلك لمن بادر وسارع بالشهادة في حق الآدمي وهو عالم بها من قبل أن يسألها صاحبها. والله تعالى أعلم.
انظر: شرح صحيح مسلم (١٦/ ٨٦)، فتح الباري (٥/ ٣٠٧ - ٣٠٨).