للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٩٤٣ - حدثنا علي بن حرب [الطائي] (١)، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجَرْمي (٢) قال: حدثنا سفيان الثوري (٣) ح،

⦗١٣٦⦘ وحدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني (٤)، حدثنا أبو أحمد الزبيري (٥)، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله إذا أمّر رجلًا على سريّة أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثمّ قال: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله! قاتلوا من كفر بالله! اغزوا، ولا تغدروا، ولا تَغُلُّوا (٦)، ولا تَمْثُلُوا (٧)، ولا تقتلوا وليدا (٨)! فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال -أو خصال- فأيّتهم ما أجابوك

⦗١٣٧⦘ إليها فأقبل منهم، وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام! فإن أجابوك (٩) فاقبل منهم وكف عنهم، ثمّ ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أَنّهم إنْ فعلوا أنّ لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، وأنّهم إنْ أبوا (١٠) أنْ يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أَنّهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء ولا في الغنيمة شيء إلّا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإنْ هم أَبوا أَنْ يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية، فإنْ فعلوا فاقبل منهم وكفّ عنهم! وإنْ هم أَبوا فاستعن بالله وقاتلهم! فإذا حاصرت حصنًا فأرادوا أَنْ تجعلوا لهم (١١) ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم! ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك، فإِنكم أن تخفروا (١٢) ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإنْ أرادوا أنْ ينزلوا على حكم الله فلا تفعلوا! فإنك لا تدري أتصيب

⦗١٣٨⦘ حكم الله فيهم أم لا، ولكن أنزلهم على حكمك" (١٣).

معنى حديثهما واحد، قدّم أحدهما بعض الحرف وأَخّر بعضًا، وهذا لفظ حديث علي بن حرب.


(١) (الطائي) من: (ل).
(٢) أبو يزيد الموصلي.
والجَرْمي: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة، نسبة إلى جَرْم وهي قبيلة من اليمن.
الأنساب للسمعاني (٢/ ٤٧).
(٣) سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٤) هو: أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير الأنصاري مولاهم، أبو يحيى الأصبهاني. والأصبهاني: -بكسر الألف أو فتحها وسكون الصاد، وفتح الباء الموحدة والهاء، وفي آخرها النون بعد الألف- هذه النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال.
الأنساب للسمعاني (١/ ١٧٥)، وانظر: معجم البلدان (١/ ٢٤٤ - ٢٤٩).
(٥) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسلمي، أبو أحمد الزُبَيري الكوفي.
والزُبَيْري: -بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء وفي آخرها الراء- نسبة إلى جده الزبير بن عمر بن درهم الأسلمي … وقيل هو من ولد الزبير بن العوام، ولا يصح.
انظر: الأنساب للسمعاني (٣/ ١٣٦ - ١٣٨).
(٦) (تَغُلُّوا): من الغلول وهو: الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة.
النهاية (٣/ ٣٨٠)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٩٦).
(٧) (تَمثلُوا): يقال مَثَلْتُ بالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئًا من أطرافه، والاسم المثلة، فأما مثّل بالتشديد فهو للمبالغة. النهاية (٤/ ٢٩٤).
(٨) الوليد: الصبي الصغير أو الطفل.
تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: ٣٥٨)، النهاية (٥/ ٢٢٤ - ٢٢٥).
(٩) نهاية (ل ٥/ ١٨٠/ أ).
(١٠) في (ل): (وإنْ هم أبوا).
(١١) في (ل): (أن تجعل لهم).
(١٢) (تخفروا) أي: تنقضوا العهد والذمة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: ٥٥)، النهاية (٢/ ٥٢).
(١٣) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تأمر الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (٣)، ٣/ ١٣٥٧ - ١٣٥٨).