للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٠٩٨ - حدثنا أبو أمية الطرسوسي، قال: حدثنا محمد بن وهب بن عطية (١)، قال: حدثنا الوليد بن مسلم (٢)، قال: حدثنا صفوان بن عمرو،

⦗٢٧٠⦘ عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك قال: كنت فيمن خرج مع زيد بن حارثة في بعث مؤتة، فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه إلّا سيفه، فنحر رجل من الجيش جزورًا له، فاستوهبه المددي من جلده، فوهب له، فبسطه في الشمس على أطرافه، فلمّا جفَّ اتخذه كهيئة الدَرَقة (٣)، وجعل له مقبضًا، ومضينا حتى لقب الروم ومعهم من معهم من نصارى العرب، فقاتلونا قتالًا شديدًا، ومعهم رومي على فرسٍ له أشقر؛ عليه سيف مذهَّبٌ، وسلاحه مذهب فيه الجوهر، وسرجه مذهب، قال: فجعل يغري بالنّاس، قال: فتلطف (٤) [له] (٥) المددي فجلس له جانب صخرة، فلمّا مرّ به ضرب عرقوبي (٦) فرسه فقعد على رجليه وخرّ عنه الرومي، وعلاه المددي بالسيف حتى قتله وأخذ سلبه، فأتى به خالد بن الوليد، فلمّا فتح الله علينا أعطاه

⦗٢٧١⦘ خالد بن الوليد السلب وأمسك منه، فقلت: يا خالد! أما علمت أنّ النبي قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، قال: قلت: فلِمَ لم تعطه السلب كله؟ قال: استكثرته، قلت: لتردنّه إليه (٧) أو لأُعَرِّفنّكما عند رسول الله ، فأبى أنْ يردّه عليه، قال عوف: فاجتمعنا (٨) عند رسول الله فقصصت عليه قصة المددي، وما فعل خالد، فقال رسول الله : "يا خالد! ما حملك على ما صنعت؟ "، قال: يا رسول الله! استكثرته، فقال رسول الله : "يا خالد! أعطه السلب كلّه! "، قال: فولّى خالد ليفعل، قال: فقلت: كيف رأيت يا خالد؟ ألم أفِ لك بما قلت لك؟. قال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم] (٩) - "وما ذاك؟ " فأخبرته، قال: "يا خالد لا تعطه شيئًا، هل أنتم تاركو في أُمرائي؟ لكم صفوته، وعليهم كدره -قالها مرتين أو ثلاثا" (١٠).


(١) ويقال: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية السلمي، أبو عبد الله الدمشقي.
قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال الدارقطني: "ثقة". وقال ابن حجر: "صدوق". الجرح والتعديل (٨/ ١١٤)، سؤالات الحاكم للدارقطني (صـ: ٢٧٣)، تقريب التهذيب (ص: ٩٠٥).
(٢) الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.، إلا أنْ مسلمًا اقتصر على رواية =
⦗٢٧٠⦘ = الوليد عن صفوان، دون روايته عن ثور، وعلى هذا فإنّ موضع الالتقاء في رواية الوليد عن ثور هو جبير بن نفير.
(٣) الدَرَقة: ترس من جلود. انظر: لسان العرب (١٠/ ٩٥)، مادة: درق.
(٤) أي تَرَفَّق له. انظر: لسان العرب (٩/ ٣١٧)، مادة: لطف.
(٥) من: (ل).
(٦) العرقوب: هو الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق.
انظر: النهاية (٣/ ٢٢١).
(٧) (إليه) ليست في (ل).
(٨) نهاية (ل ٥/ ٢٠٠/ ب).
(٩) من: (ل).
(١٠) انظر الحديث رقم (٧٠٩٥).
من فوائد الاستخراج:
١ - قوله: "أو لأعرفنكما … " فيه تفسير لما أشير إليه في قوله: "هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله ".
٢ - فيه بيان مقدار سلب المددي.