للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧١٦٤ - حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري (١)، وأبو الأحوص صاحبنا، قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء (٢)، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نادى فينا رسول الله يوم انصرف عن الأحزاب "أنْ لا يصلينّ أحد الظهر إلّا في بني قريظة"، قال: فتخوف ناس فوت الوقت فصلّوا -دون بني قريظة، وقال الآخرون: لا نصلي إلّا حيث أمرنا رسول الله وإن فاتنا الوقت، فما عنّف

⦗٣٣٧⦘ واحدًا من الفريقين (٣).

قال أحدهما: "العصر" - بدل: "الظهر" (٤).


(١) هو: معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ أبو المثنى العنبري.
(٢) عبد الله بن محمد بن أسماء هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين- ح (٦٩)، (٣/ ١٣٩١)، وأخرجه البخاري: (كتاب صلاة الخوف- باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً- ح (٩٤٦)، (٢/ ٥٠٦ فتح).
(٤) وقع عند البخاري "العصر"، وعند مسلم "الظهر"، مع اتفاقهما على روايته عن شيخ واحد وهو عبد الله بن محمد بن أسماء بإسناد واحد.
قال الحافظ ابن حجر: "وقد جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم كان صلى الظهر قبل الأمر، وبعضهم لم يصلّها، فقيل لمن لم يصلها لا يصلين أحدٌ الظهر، ولمن صلّاها لا يصلين أحد العصر.
وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة فقيل للطائفة الأولى الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر.
وكلاهما جمع لا بأس به، لكن يبعده اتحاد مخرج الحديث … ".
ثم قال: "ثم تأكد عندي أَنّ الاختلاف في اللفظ المذكور من حفظ بعض رواته، فإن سياق البخاري وحده مخالف لسياق كل من رواه عن عبد الله بن محمد بن أسماء وعن عمّه جويرية، ...... فالذي يظهر من تغاير اللفظين أَنّ عبد الله بن محمد بن أسماء شيخ الشيخين فيه لما حدّث به البخاريَّ حدّث به على هذا اللفظ، ولما حدّث به الباقين حدثهم به على اللفظ الأخير، وهو اللفظ الذي حدّث به جويرية … ، أو أنّ البخاري كتبه من حفظه ولم يراع اللفظ كما عرف من مذهبه في تجويز ذلك، بخلاف مسلم فإنّه يحافظ على اللفظ كثيرا … " انظر: فتح الباري (٧/ ٤٧٢).
وقد أخرجه بلفظ "الظهر" ابن حبّان في صحيحه (١١/ ١٩) ح (١٧١٩) قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلى في كتاب المشايخ، وأخرجه البيهقي (١٠/ ١١٩) من طريق =
⦗٣٣٨⦘ = إبراهيم بن هاشم البغوي، كلاهما من طريق عبد الله بن أسماء به.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٧٦)، وابن حبّان (٤/ ٣٢٠) ح (١٤٦٢)، والبيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٦) كلاهما من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن جويرية بن أسماء به
وقد ذهب أهل المغازي إلى أنها العصر، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٤٧٢): "وأما أهل المغازي فاتفقوا على أنها العصر".
وقد أخرج الطبراني (١٩/ ٧٩ - ٨٠) ح (١٦٠) بإسناده إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك أن رسول الله لما رجع من طلب الأحزاب … وفيه " … فعزم على النّاس أَنّ لا يصلوا العصر إلّا في بني قريظة … ".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٤٣): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة (٦١٤) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة … "أن رسول الله كان عندها فسلّم علينا رجل ونحن في البيت، فقام رسول الله فزعًا، فقمت في أثره، فإذا بدحية الكلبي، فقال: هذا جبريل يأمرني أَن أذهب إلى بني قريظة … " وفيه "فقال لأصحابه: عزمت عليكم ألّا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة … ".
لكن في إسناده عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف.
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٤٧٣): "فيحتمل أن تكون رواية الظهر هي التي سمعها ابن عمر، ورواية العصر هي التي سمعها كعب بن مالك وعائشة والله أعلم".