للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٣٥٢ - حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج (١)، قال: حدثنا ليث بن سعد (٢)، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، أنّ أسامة بن زيد أخبره أن رسول الله ركب على حمارٍ على إكافٍ (٣) على قطيفة (٤) -وأَرْدَفَ أسامة بن زيد وراءه- يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارَ حتى مرّ بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول قبل أَنْ يُسْلم عبد الله؛ فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود،

⦗٥٤٩⦘ وفي المسلمين عبد الله بن رواحة الأنصاري، فلمّا غشيت (٥) المجلس عجاجة (٦) الدابّة خمّر (٧) عبد الله بن أُبيّ [أنفه] (٨)، بردائه ثمّ قال: لا تغبروا علينا، فسلّم رسول الله ووقف، فدعاهم إلى الله وقرأَ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبيّ: يا أيها المرء إنّه لا أحسن مما تقول إنْ كان حقًّا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، وارجع (٩) إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله! فاغشنا به في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك، فاسْتَبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون (١٠)، فلم يزلْ رسول الله يُخَفّضهم (١١) حتى سكتوا، فركب رسول الله دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال: "أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أُبيّ-؟ قال كذا وكذا"، قال سعد: يا رسول الله! بأبي أنت،

⦗٥٥٠⦘ اعف عنه، واصفح (١٢)، فقد أعطاك الله ما أعطاك، وقد اجتمع أهل هذه البُحَيْرة (١٣) أنْ يُتَوِّجوه (١٤) ويُعصِّبوه بالعصابة (١٥)، فلمّا ردّ الله ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِق (١٦) بذلك، فذلك فعل الله (١٧) به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله .


(١) ابن محمد المصيصي.
(٢) الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(٣) الإكاف للحمار كالسَّرْج للفرس. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: ٣٨٣).
(٤) القطيفة: كساء أبيض كبير. المجموع المغيث للأصفهاني (٢/ ٧٢٨).
(٥) أي: علت وغَطَّت. انظر: النهاية (٣/ ٣٦٩).
(٦) أي: غُبار الدابة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٣٨٣).
(٧) أي: غطى، من التخمير وهو التغطية. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ٢٣٩).
(٨) من (م).
(٩) في (م): (فارجع).
(١٠) أي: يثور بعضهم إلى بعض بقتال أو مشاجرة، ويقال: ثار يثور ثورًا، أي: قام بسرعة وانزعاج. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٣٨٣).
(١١) (يخفضهم) ليست في: (م)، ومعناها: أي: يسكنهم، ويهوّن عليهم الأمر.
تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: ٣٨٣)، النهاية (٢/ ٥٤).
(١٢) في (م): (اعف منه وأصلح).
(١٣) يريد أهل المدينة. غريب الحديث للخطابي (١/ ١٥٩).
(١٤) أي: يلبسوه التاج، والعمائم عند العرب بمنزلة التيجان للملوك.
انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (١/ ٢٤٦)، النهاية (١/ ١٩٩).
(١٥) (يعصبوه بالعصابة) أي: يسوِّدوه، والسيد المطاع يقال له المعُصب، والعصابة ما يعصب بها الرأس، أي: يشد لرياسة أو مرض. وقد وقع في (م): (ويعصبوه بالعصّاب). انظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ١٥٩)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: ٣٨٣).
(١٦) أي: غصّ، شبّه ما أصابه من فوات الرياسة بالغصص. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٣٨٣).
(١٧) لفظ الجلالة ساقط من: (م)، وليس في صحيح مسلم أيضًا.