كتاب مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية

مبتدأ أبواب في الرد على الجهمية - باب بيان نزول الرب ﷿ إلى السماء الدنيا وأن الله لا ينام، وأنه يخفض القسط ويرفعه، وأن أعمال النهار ترفع إليه كل يوم، وأعمال الليل ترفع إليه كل ليلة، والدليل على أن النبي ﷺ حجبه نور رب العزة عن النظر إلى وجهه ﵎ - ج: 2 - ص: 124

٤٥٣ - حدثَنا إسحاق بن سَيَّار النَّصيبي (١)، وأبو أُميَّة قالا: حدثنا

⦗١٢٥⦘ عبيد الله بن موسى (٢)، ح

وَحدثنا علي بن سَهلٍ (٣)، حدثنا عَفان (٤)، ح

وَحَدثنا عثمانُ بن خُرَّزَاذ (٥)، حدثنا موسى بن إسماعيلَ (٦)، قالوا: حدثنا يزيدُ بن إبراهيمَ، عن قتادةَ، [بمثله] (٧) (٨).

⦗١٢٦⦘ قال عثمانُ بن خُرَّزاذ (٩): سمعتُ أحمدَ بن حَنْبل يقول: ما زلتُ مُنكِرًا لحديثِ يزيدَ بن إبراهيم حَتى حَدثنا عَفان، عن هَمام (١٠)، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلتُ لأبي ذرٍّ: لو رأيتُ رسول الله ﷺ لَسألْتُه، قال: سألتَه عَن ماذا؟ قال: قلتُ: هل رأيتَ ربَّك؟، فقال: سألتُهُ (١١) فقال: "قد رأيتُ نورًا أَنَّى أَرَاهُ؟ " (١٢)

⦗١٢٧⦘ قال عَفان: فقدم علينا ابنُ هشام الدَّسْتَوائي -يعني معاذًا- فحدثنا عن أبيه، عن قتادة بمثلِ ما قال همام [به] (١٣).

قال عثمان [بن خُرَّزاذ] (١٤): حَدثناه القَوَارِيري (١٥)، حدثنا معاذ بن هشام (١٦)، عن أبيهِ، عن قتادة (١٧).

قال (١٨): وحدثنا عثمان بن أبي شيبة (١٩)، حدثنا عفان، حدثنا همام بمثلِ حديث أحمد (٢٠) بن حنبل، وَفي حديث مُعاذٍ قال: وقد سألتُهُ (٢١)

⦗١٢٨⦘ فقال: "نورًا أَنَّى أَرَاهُ"؟! (٢٢)

وَرواه جَعفر بن محمد (٢٣)، عن (٢٤) عَفان بمثلِهِ (٢٥).

---

(١) نسبته "النصيبي" ليست في (ط) و (ك)، وانظر: ح (٣٢).
(٢) ابن أبي المختار باذام العبسي الكوفي، انظر: الحديث الذي في المقدمة.
(٣) في هذه الطبقة اثنان ممن يعرف بعلي بن سهلٍ.
الأول: علي بن سهل بن قادم الرملي الحرَشي، أبو الحسن، ذكر المزي أبا عوانة في الرواة عنه ولم يذكر عفان في شيوخه، أخرج له أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة.
والثاني: علي بن سهل بن المغيرة البزاز، أبو الحسن البغدادي المعروف بالعفاني لملازمته عفان بن مسلم الصفار، ذكره المزي تمييزًا، ولم يذكر أبا عوانة في الرواة عنه، والظاهر أنه الثاني لشهرته بنسبته إلى عفان بن مسلم.
وقد روى المصنِّف عن الثاني كما سيأتي في أسانيد قادمة مثل: ح (٦٣٩)، (٦٥٣)، وعلى الاحتمالين فكلاهما ثقة والحمد لله.
وهناك ثالثُ في هذه الطبقة أيضًا وهو: علي بن سهل المدائني، ولكن لم يذكر في شيوخه عفان، ولا في تلاميذه أبو عوانة، فلذلك أستبعد أن يكون هو المعني، والله أعلم. انظر: تهذيب الكمال (٢٠/ ٤٥٤ - ٤٥٨).
(٤) ابن مسلم الصفار الباهلي، أبو عثمان البصري.
(٥) هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ البصري الأنطاكي.
(٦) المِنْقَري مولاهم، أبو سلمة التبوذكي.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(٨) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله ﵇: نورٌ أنى أراه، وفي قوله: رأيت =
⦗١٢٦⦘ = نورًا (١/ ١٦١ ح ٢٩١) من طريق وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ١٥٧) عن وكيع وبهز بن أسد كلاهما عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به، وأخرجه أيضًا (٥/ ١٧١) عن يحيى بن سعيد القطان عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به، وأخرجه أيضًا (٥/ ١٧٥) عن يزيد بن هارون عن يزيد بن إبراهيم قال: ثنا قتادة به.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية" (ص: ٣٤٣) من طريق معاذ بن معاذ العنبري عن يزيد بن إبراهيم التستري عن قتادة به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (٧٦٧) من طريق يونس بن حبيب عن أبي داود، ومن طريق عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، وحفص بن عمر النميري كلهم عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة به.
فائدة الاستخراج:
المحاورة بين عبد الله بن شقيق وأبي ذر -كما في الإسناد الماضي عند المصنِّف- ليست عند مسلم.
(٩) في (ط) و (ك): "هو ابن خرزاذ".
(١٠) ابن يحيى بن دينار العوذي المُحَلِّمي البصري.
(١١) في (ط) و (ك): "قد سألته".
(١٢) هو في "المسند" (٥/ ١٤٧) عن عفان عن همام عن قتادة به، ولفظه: "قد رأيته نورًا، =
⦗١٢٧⦘ = أنى أراه"، وعقَّب بعد الحديث: "قال عفان: وبلغني عن [ابن] هشام -يعني معاذًا- أنه رواه عن أبيه كما قال همام: "قد رأيته"، فلعلَّه لم يسمعه منه أول الأمر فذكره بلاغًا، ثم ذكر ما رواه أبو عوانة -أعلاه- أنه قدم عليهم فحدثهم.
(١٣) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(١٤) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(١٥) القَوَارِيري: بفتح القاف، والواو، والراء المكسورة بعد الألف، والياء المثناة التحتانية بعد الرائين نسبة إلى عمل القارورة وبيعها، وهو: عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجُشَمي مولاهم، أبو سعيد البصري. الأنساب للسمعاني (١٠/ ٢٥٤).
(١٦) ابن أبي عبد الله سنبر الدَّسْتَوائي البصري، فيه كلام يسير، انظر: ح (١٥٨).
(١٧) انظر تخريجه في تخريج الإسناد الذي بعده.
(١٨) في (ط) و (ك): (ح) تحويل بدل كلمة "قال"، والقائل هو: عثمان بن خُرّزاذ.
(١٩) هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو الحسن الكوفي.
(٢٠) ما بين النجمين سقط من (م).
(٢١) في (ط) و (ك): "قد سألت".
(٢٢) وصله مسلم في كتاب الإيمان -باب في قوله ﵇: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نورًا (١/ ١٦١ ح ٢٩٢) عن محمد بن بشار عن معاذ بن هشام عن أبيه، وعن حجاج الشاعر عن عفان عن همام كلاهما عن قتادة به.
ووصله أيضًا ابن منده في "الإيمان" (٧٦٨ - ٧٦٩) من طريق عبد الرحمن بن محمد الحارثي، ومحمد بن بشار، وإسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن علي الفلاس كلهم عن معاذ بن هشام عن أبيه به، ولفظهما -مسلمًا وابن منده-: "رأيت نورًا".
(٢٣) هو: ابن شاكر الصائغ، أو: ابن أبي عثمان الطيالسي.
(٢٤) سقط من (م) قوله: "محمد، عن".
(٢٥) قد سبق تخريجه من طريق عفان عن همام به، ولم أجد من وصله من طريق جعفر بن محمد عن عفان عن همام.