للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٤ - حدثَنا أبو داودَ الحراني، حدثنا يعقوبٌ بن إبراهيم بن سعد (١)، حدثنا (٢) أبي إبراهيمُ بن سعد، عن ابن شهابٍ، عن سالمٍ (٣)، عن أبيهِ قال: لا واللهِ ما قال رسول الله لعيسى أحمر (٤)، ولكن

⦗١٣٠⦘ رسول الله قال: "بينا أنا نائمٌ رأيتُني أطوفُ بالكعبةِ فإذا رجلٌ آدم، سبْطُ الشَّعر، يَنْطِفُ (٥) رَأْسُه -أو يُهَرَاقُ رأسُهُ- مَاءً، يُهَادَى بين رجلينِ، فقلتُ: مَن هذا؟ فقالوا: هذا عيسى بن مريم، فذهبتُ أَلْتَفِتُ فإذا رجلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الشَّعر، أَعْوَرُ العين اليمنى كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيةٌ (٦)، قلتُ (٧): من هذا؟ قالوا: الدَّجَّالُ، فَأَقْرَبُ النُّاس (به) شَبَهًا ابن قَطَنٍ -رَجلٌ من خزَاعَةَ من بني المُصْطَلِقِ، هَلَكَ في الجاهليَّةِ (٨) -" (٩).


(١) ابن إبرهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.
(٢) في (ط) و (ك): "حدثني".
(٣) ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي.
(٤) قوله: "" ليست في (ط) و (ك).
وسبق في حديث أبي هريرة برقم (٤١٦) وصف عيسى بأنه رَبْعةٌ أحمر، وفي حديث ابن عباسٍ عن النبي : "فأما عيسى فأحمر جعدٌ عريض الصدر" أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾ (الفتح ٦/ ٥٤٩ - ٥٥٠ ح ٣٤٣٨)، وفي هذه الرواية وصفه بأنه آدم، سبط الشعر، وينكر ابن عمر أن النبي قال في صفته أنه أحمر، ويقسم على ذلك.
ورجح الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى رواية أبي هريرة وابن عباس على رواية ابن عمر، وذهب إلى أن ابن عمر أنكر شيئًا حفظه غيره، وقال: "يمكن الجمع بين الوصفين بأنه احمرَّ لونه بسببٍ كالتعب، وهو في الأصل أسمر". فتح الباري (٦/ ٥٦٠ - ٥٦١).=
⦗١٣٠⦘ = وأفادني الشيخ: منصور بن عبد العزيز السماري حفظه الله تعالى بما يلي: وصفه بآدم هو بالنسبة إلى حمرة الدجال: آدم، ووصفه بأحمر هو بالنسبة لموسى أحمر، فالوصف نسبي فالحمرة جاء ذكره بها في حديث الإسراء بعد وصف موسى وأنه آدم، وأما ذكره بأنه آدم فعند رؤيته في المنام يطوف بالكعبة وخلفه الدجال، والدجال أحمر، فهو آدم إلى الحمرة والبياض، وقد ثبت هذا الوصف في حديث ابن عباس بأنه إلى الحمرة والبياض كما سيأتي في ح (٤٦١)، والله أعلم.
(٥) قال النووي: "معناه: يقطر ويسيل، يقال نطَفَ بفتح الطاء ينطُف بضمها كسرها، وأما يهراق فبضم الياء وفتح الهاء، ومعناه: ينصبُّ". شرح مسلم للنووي (٢٢٧).
(٦) قال النووي: "طافية: روى بالهمز، وبغير همز، فمن همز معناه: ذهب ضوؤها، ومن لم يهمز معناه: ناتئة بارزة". شرح مسلم للنووي (٢٣٥).
(٧) في (ط) و (ك): "فقلت".
(٨) قوله: "رجلٌ من خزاعة … الخ" من تفسير الزهري، كما بيَّنته رواية البخاري (ح ٣٤٤١).
(٩) ذكر الحافظ ابن حجر نقلًا عن الدمياطي أن اسمه: عبد العزى بن قطن من بني المصطلق. =
⦗١٣١⦘ = والحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ﴾ (الفتح ٦/ ٥٥٠ ح ٣٤٤١) عن أحمد بن محمد المكي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه به. وأخرجه أيضًا في كتاب الفتن -باب ذكر الدجال (الفتح ١٣/ ٩٧ ح ٧١٢٨) من طريق عُقيلٍ عن الزهريّ به.
ولم يخرجه مسلم من طريق إبراهيم بن سعد، وقد أخرجه في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال (١/ ١٥٦ ح ٢٧٧) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهابٍ به.
فائدة الاستخراج:
قول ابن عمر في أول الحديث: "لا والله ما قال رسول الله لعيسى أحمر"، وتفسير الزهري في آخر الحديث ليس في رواية مسلم.