للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٦ - حدثنا يوسفُ بن مُسَلَّم، حدثنا حجاج [بن محمد] (١)، عن ابن جُريج (٢)، أخبرني موسى بن عقبة (٣)، عن نافع قال: قال عبد الله: ذكر رسول الله يومًا بينَ ظهراني الناس: المسيحَ الدَّجَّال فقال: "إنَّ الله (٤) ليس بأعور، ألا إنَّ الدَّجَّال أعور عين اليمنى كَأنَّها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ".

وَقال رسولُ الله : "أراني الليلة في المنامِ عندَ الكعبةِ، فإذا رجلٌ آدم كأحسنِ مَن يُرى من أُدْمِ الرِّجالِ تضرب لِمَّتُه (٥) مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعر، يَقطرُ رأسُه، وَاضعٌ يديه على مَنكِبَي رَجُلَين هو بينهما يَطوفُ بالبيتِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا المسيحُ عيسى بن مريم، ثمَّ رأيتُ رجلًا وراءه جعدًا قَطَطًا، أعور عينِ اليمنى كأشبهِ مَن رأيتُ (٦) من النَّاس

⦗١٣٣⦘ بابن قَطَنٍ، واضع يديه على منكبي رجلين يَطوفُ بالبيتِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: المسيح الدجَّال" (٧).

وَقال نافع: كان عبد الله يقول: لا وَاللهِ ما أشُكُّ أنَّ المسيحَ ابنُ الصَّيَّاد (٨).


(١) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، وهو المصيصي الأعور، انظر: ح (٤٧).
(٢) عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج المكي.
(٣) ابن أبي عيَّاش القرشيّ الأسدي مولاهم، أبو محمد المدني، صاحب المغازي.
(٤) عبارة الثناء على الله ﷿ ليست في (ط) و (ك).
(٥) بكسر اللام وتشديد الميم، وجمعها لِمَمٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، وهو الشعر المتدلي الذي جاوز شحمة الأذنين، فإذا بلغ المنكبين فهو جُمَّة. شرح مسلم للنووي (٢٣٣).
(٦) قال النووي: "ضبطناه بضم التاء وفتحها، وهما ظاهران". شرح صحيح مسلم (٢٢٦).
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ﴾ (الفتح ٦/ ٥٥٠ ح ٣٤٣٩ - ٣٤٤٠).
وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر المسيح بن مريم، والمسيح الدجال (١/ ١٥٥ ح ٢٧٤) كلاهما من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافعٍ به.
فائدة الاستخراج:
حلف ابن عمر في آخر الحديث ليس عند مسلم.
(٨) أخرج آخر الحديث -وهو حلف ابن عمر- أبو داود في سننه -كتاب الملاحم- باب في خبر ابن صائد (٤/ ١٢٠ ح ٤٣٣٠) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر حلفه في كون ابن صيّاد هو الدجال.
وقد اختلف في الدجال الذي يخرج في آخر الزمان هل هو: ابن صيَّاد أم غيره، فيه بحثٌ طويل، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان قد ظنّ بعض الصحابة أنّ عبد الله بن صيّاد هو الدّجّال، وتوقّف النبيّ في أمره حتى تبيّن له فيما بعدُ أنّه ليس الدّجّال، لكنّه من جنس الكهّان".
وتُراجع المصادر التالية للوقوف على أطراف البحث:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني (١/ ٣٤٠)، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي (٤٢٨، ٤٤١)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٨/ ٤٦ - ٤٨)، =
⦗١٣٤⦘ = الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية (ص: ١٣٢)، النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير (ص: ٥٥)، فتح الباري (١٣/ ٣٣٥ - ٣٤١)، والإصابة (٥/ ١٩٢) والأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة لابن حجر (ص: ٢٣ - ٤٠)، أشراط الساعة للشيخ يوسف الوابل (ص: ٢٧٥ - ٣٣٥).