(٢) ابن مالك الأنصاري، قاضي البصرة. (٣) الحديث لم يخرجه مسلم في صحيحه، فهو من زوائد المصنف عليه، وإسناده حسن، الدقيقي، صدوق كما تقدم في ترجمته، والحديث صحيح ثابت، أخرجه البخاري في صحيحه، من طريق زهير -وهو ابن معاوية-، وحماد -وهو ابن زيد -كتاب الجهاد، باب من حبسه العذر عن الغزو: ٢/ ٣١٦ "حديث ٢٨٣٨ - ٢٨٣٩"، ومن طريق عبد الله -وهو ابن المبارك -كتاب المغازي، باب -بدون ترجمة-: ٣/ ١٨٠، "حديث ٤٤٢٣"، كلهم: "حماد، وزهير، وعبد الله"، عن حميد الطويل، عن أنس، ولفظه أخصر قليلا من لفظ أبي عوانة، إلا رواية زهير فهي مختصرة جدا. وأخرجه بنحو رواية المصنف وإسناده أحمد في المسند: ٣/ ٢١٤، قال حدثنا عفان. وأبو داود في السنن، كتاب الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر: ٣/ ٢٤ "حديث ٢٥٠٨"، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، كلاهما: "عفان، وموسى بن إسماعيل" عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه به، وقد ذكر البخاري ﵀ هذا الإسناد في صحيحه، عقب حديث "٢٨٣٩"، وقال: الأول أصح. يعني أن السند الأول، الذي فيه: حميد، عن أنس، بدون ذكر موسى بن أنس، أصح من السند الذي فيه موسى بن أنس؛ لكن اعترض على هذا الإسماعيلي فقال: (حماد -يعني ابن سلمة- عالم بحديث حميد، مقدم فيه على غيره". = ⦗٤٢٦⦘ = وجوز الحافظ ابن حجر الأمرين، فقال: "لا مانع من أن يكونا محفوظين، فلعل حميدا سمعه من موسى، عن أبيه، ثم لقي أنسا فحدثه به، أو سمعه من أنس، فثبَّته فيه ابنه موسى، ويؤيد ذلك أن سياق حماد -يعني ابن سلمة- عن حميد، أتم من سياق زهير ومن وافقه عن حميد. . ." انظر الفتح: ٦/ ١٣٢ - ١٣٣. ويؤيد كلام ابن حجر، رواية أبي عوانة حيث أخرج الحديث من رواية يزيد بن هارون، عن حميد، عن موسى بن أنس، به. فاتضح أن حماد بن سلمة لم ينفرد بهذا الإسناد، بل تابعه يزيد بن هارون، وهو ثقة متقن، وهذه المتابعة لم يذكرها الحافظ ابن حجر، مع أنه وقف على مستخرج أبي عوانة، ونقل منه عند شرحه هذا الحديث.