للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٠٥٨ - حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (١)، سمع عمروٌ جابرَ بن عبد الله، يقول: "بعثنا رسول الله في ثلاثمئة راكب، وأميرنا أبو عُبيدة بن الجراح، يطلب عِيرَ (٢) قريش، فأقمنا على الساحل حتى فني أزوادنا، فأكلنا الخَبَط (٣)، ثم إن البحر ألقى لنا (٤) دابة يقال له (٥) العنبر، فأكلنا منه نصف (٦)

⦗٥٥٢⦘ شهر، حتى صلحت أجسامنا، وأخذ أبو عبيدة بن الجراح ضِلعا (٧) من أضلاعه فنَصَبَه، ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل فحمله عليه، فجاز تحته، وقد كان رجل نحر ثلاث جزائر (٨)، ثم ثلاث جزائر (٩) ثم نهاه أبو عبيدة (١٠)، وكانوا يرونه

⦗٥٥٣⦘ قيس بن سعد" (١١) (١٢).


(١) سفيان بن عيينة؛ موضع الالتقاء مع مسلم.
(٢) العِير: هي الإبل بما عليها من الأحمال، وقيل: قافلة الحمير، فكثرت حتى سميت بها كل قافلة كأنها جمع عَير، والمراد بها في الحديث: إبل قريش ودوابهم التي كانوا يتأجرون عليها.
انظر غريب الحديث للخطابي: ٢/ ١٣٦، الفائق في غريب الحديث: ٣/ ٤٣، النهاية لابن الأثير: ٣/ ٣٢٩.
(٣) الخبَط: بالتحريك ورق الشجر المخبوط، وهو من علف الإبل، مأخوذ من الخبط: وهو ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها.
انظر الفائق في غريب الحديث: ١/ ٣٤٨، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ٢/ ٧.
(٤) (لنا): ساقط من (م).
(٥) في (م): (لها).
(٦) اختلفت الروايات عن جابر في عدد الأيام التي أقاموا فيها يأكلون من العنبر، ففي =
⦗٥٥٢⦘ = هذه الرواية، -رواية عمرو بن دينار، عن جابر- "نصف شهر"، وقد أخرجها الشيخان كما سيأتي في التخريج، وفي رواية أبي الزبير عن حابر: "فأقمنا عليها شهرا" وستأتي عند المصنف برقم ٨٠٦١، وهي عند مسلم، ولأبي الزبير رواية أخرى سيذكرها المصنف برقم ٨٠٦٤: "فأقمنا عليها عشرين ليلة"، وفي رواية وهب بن كيسان، عن جابر: "فأكلنا منه ثمانية عشر يوما"، وهي عند الشيخين، وسيذكرها المصنف برقم ٨٠٦٨.
وقد جنح الإمام النووي إلى ترجيح رواية "الشهر" لأن قائلها معه زيادة علم، ومن روى دونها لم ينف الزيادة، ولو نفاها قدم المثبت … ، وفي حين جنح الحافظ ابن حجر إلى مسلك الجمع فقال: "إن الذي قال: ثمان عشرة، ضبط ما لم يضبطه غيره، ومن قال: نصف شهر ألغى الكسر الزائد وهو ثلاثة أيام، ومن قال: شهرا جبر الكسر أو ضم بقية المدة التي كانت قبل وجدانهم الحوت إليها، وقال: إنّ هذا الجمع أولى.
انظر شرح صحيح مسلم للنووي: ١٣/ ٩٠، فتح الباري: ٨/ ٤١٠.
(٧) بفتح اللام وسكونها، لغتان. انظر تاج العروس: ١١/ ٣٠٨.
(٨) جمع جَزور، وهو البعير، ذكرا أو أنثى. انظر النهاية في غريب الحديث: ١/ ٢٦٦،
وقيد الحميدي الجزور بما يصلح للذبح. انظر تفسير غريب ما في الصحيحين ص ٩١.
(٩) (هـ ٨/ ٣٤/ أ).
(١٠) في (م): (وقد كان رجل نحر ثلاث جزائر ثم ثلاث ثم ثلاث، ثم نهاه أبو عبيدة).
(١١) ابن عبادة النصاري الخزرجي، أحد فضلاء الصحابة الجلة، من دهات العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب، مع النجدة والسخاء والشجاعة. توفي في آخر خلافة معاوية بالمدينة على ما صوبه الحافظ ابن حجر.
انظر الاستيعاب "٣/ ت: ٢١٥٨"، الإصابة "٥/ ت: ٧١٩٢".
(١٢) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه بنحوه، كتاب الصيد، باب إباحة ميتات البحر: ٣/ ١٥٣٦، حديث (١٨) ولفظه أطول من لفظ المصنف، لكن ليس عند مسلم قوله في آخر الحديث "وكانوا يرونه قيس بن سعد"، وقد أخرج هذه الزيادة البخاري في صحيحه بلفظ أوضح؛ وهو: "أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنت في الجيش فجاعوا، قال: انحر، قال: نحرتُ، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، قال: ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نحرت، ثم جاعوا، قال: انحر، قال: نهيت". وهي كذلك عند المصنف بهذا اللفظ كما في الحديث التالي برقم ٨٠٥٩.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه بنحوه ولفظه أطول، كتاب المغازي، باب غزوة سيف البحر: ٣/ ١٦٥، "حديث ٤٣٦١"، وكذا أخرجه في مواطن أخر، أذكر ما يحتاج منها عند تخريج روايات الحديث التالية.
فوائد الاستخراج:
١) تعيين سفيان الواقع في إسناد مسلم، وأنه ابن عيينة.
٢) تعيين الرجل الذي نحر تسع جرائر ثم نهاه أبو عبيدة عن ذلك، وهو قيس بن سعد، ولم يسمه مسلم في روايته.