للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحالة الثالثة: أن ينشئ السفر في نهار رمضان.

اختلف الفقهاء في هذه الحالة، هل يجوز إفطار ذلك اليوم الذي سافر فيه أم لا؟ إلى قولين:

القول الأول: أن له أن يفطر، وبهذا قال الحنابلة على الصحيح من المذهب (١) وهو قول المزني من الشافعية (٢) .

واستدلوا بمايلي:

١- ما روي عن عبيد بن جبر (٣) قال: (ركبت مع أبي بصرة الغفاري (٤) في سفينة من الفسطاط (٥) في شهر رمضان فدفع ثم قرب غداءه فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة ثم قال: اقترب قلت: ألست ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل) (٦) .


(١) المسائل الفقهية (١/٢٦٤) والإنصاف (٣/٢٨٩) والمغني لابن قدامة (٤/٣٤٦) وزاد المعاد لابن القيم (٢/٥٧) .
(٢) الحاوي الكبير (٣/٤٤٨) وهو قول إسحاق كذلك من الشافعية.
(٣) هو: عبيد بن جبر الغفاري، أبو جعفر المصري مولى أبي بصرة، روى عنه الفطر في السفر، وهو يرى البيوت، قال ابن خزيمة لا أعرفه توفي بالإسكندرية سنة ٧٤ هـ انظر تهذيب التهذيب (٧/٥٦) وميزان الاعتدال (٣/١٩) ت رقم (٥٤١٧) .
(٤) هو: أبو بصرة بن بصرة بن أبي بصرة وقاص بن حبيب بن غفار، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه أبو هريرة وأبو تميم الحبشاني وغيرهم، مات بمصر ودفن بها. / انظر الإصابة (٧/٣٧) . ت رقم (٩٦٣١) وطبقات ابن سعد (٧/٥٠٠) .
(٥) اسم المدينة التي بناها عمرو بن العاص في مصر، وكل مدينة تسمى فسطاطا انظر معجم البلدان (٤/٢٩٧) ت رقم (٩١٨٧) .
(٦) أخرجه أبو داود في سننه مع عون المعبود كتاب الصيام باب متى يفطر المسافر إذا خرج ح رقم (٢٤٠٩) والإمام أحمد في المسند ج (١٨/ ٤٧٨) ح رقم (٢٧١٠٩) وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الصوم، باب إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء، ح رقم (٢٠٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>