للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه أدى فرضه باجتهاده أشبه المصلي يوم الغيم إذا اشتبه عليه الوقت (١) . وخالف ابن القاسم (٢) من المالكية فقال: لا يجزئه لاحتمال وقوعه قبل رمضان، ولا تبرأ الذمة إلا بيقين (٣) .

والراجح ما ذهب إليه عامة الفقهاء؛ لأنه غلب على ظنه أنه رمضان بعد اجتهاد وتحري، وغلبة الظن تبنى عليها الأحكام ولم يظهر له خلاف ظنه فيبقى صومه صحيحا حتى يظهر خلاف ذلك.

الثانية: أن ينكشف الحال ويعلم الشهر الذي صامه فله في هذه الحالة أربع صور.

الصورة الأولى: أن ينكشف له الحال أن الشهر الذي صامه كان موافقا لشهر رمضان، وفي هذه الصورة صومه صحيح ويجزئه عند عامة الفقهاء (٤) لأنه أدرك مقصوده بالتحري، ولأن المتحري مأمور بالصيام وجازم بنيته (٥) .

وخالف الحسن بن صالح (٦) وابن القاسم، فقالا: لا تجزئه لأنه صامه على شك كما لو صام يوم الشك فبان من رمضان (٧) .


(١) الكافي في فقه الإمام أحمد (١/٣٩٢) والمغني (٤/٤٢٢) والمجموع (٦/٢٩٦) .
(٢) هو: أبو عبد الله، عبد الرحمن بن القاسم المصري من أصحاب مالك، وممن نقل الكثير من آرائه له المدونة وعنه أخذها سحنون ثقة أخذ عنه إصبغ وسحنون وغيرهم، أنفق أمولا كثيرة في طلب العلم، توفي بمصر سنة ١٩١هـ انظر شذارات الذهب (١/٣٢٩) وتهذيب التهذيب (٦/٢٢٧) ت رقم (٥٠٣) .
(٣) حاشية الخرشي (٣/٢٧) .
(٤) بدائع الصنائع (٢/٢٣١) والمبسوط (٣/٥٩) والفواكه الدواني (١/٤٧٠) وحاشية الخرشي (٣/٢٦) والمستوعب (٣/٤٠٥، ٤٠٦) والمغنى (٤/٤٢٢) والمجموع (٦/٢٩٦) والأم (٢/١٠١) .
(٥) المبسوط (٢/٥٩) والفواكه الدواني (١/٤٧٠) والكافي في فقه الإمام أحمد (١/٣٩٢) والمجموع (٦/٢٩٦) .
(٦) هو: الحسن بن صالح بن حي (واسم حي حيان) بن شفي بن هني، ونسبه البخاري فقال الحسن بن صالح بن حي بن مسلم بن حيان الهمداني الثوري الكوفي، كان سفيان الثوري سيء الرأي فيه، كان يترك الجمعة خلف أئمة الجور ويرى الخروج عليهم، وثقة ابن معين، توفي سنة ١٦٩ هـ سير أعلام النبلاء (٧/٣٦١) وطبقات ابن سعد ... (٦/٣٧٥) .
(٧) الفواكه الدواني (١/٤٧٠) والمجموع (٦/٢٩٦) والمغني (٤/٤٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>