للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها عطية صادفت المعطي ميتا، والميت غير أهل للتمليك فلا يصح صرفها إليه (١) .

٢- أن يقبل المجاهد الموصى له إن كان معينا (٢) الوصية بعد موت الموصي، فإن ردها بطلت الوصية. قال ابن قدامة: لا نعلم فيه خلافا (٣) .

لأنه أسقط حقه في حال يملك قبوله وأخذه، فأشبه عفو الشفعة بعد البيع (٤) .

٣- أن لا يكون المجاهد الموصى له وارثا للموصي، فإن كان وارثا للموصي ولم يجز الورثة الوصية لم تصح الوصية باتفاق الفقهاء فيما أعلم.

جاء في المغني: إذا أوصى لوارثه بوصية فلم يجزها الورثة لم تصح، بغير خلاف بين العلماء (٥) .

يدل على ذلك ما رواه أبو أمامة (٦) - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث) (٧) .


(١) المغني (٨/٤١٣) والبحر الرائق (٩/٢٩٩) .
(٢) الوصية لغير معين تلزم بموت الموصي، ولا يشترط فيها القبول، كالوصية للفقراء أو المجاهدين انظر: المغني (٨/٤١٨) وروضة الطالبين (٦/١٤١) ومواهب الجليل (٨/٥٣٣) وبدائع الصنائع (٦/٤٤٢) .
(٣) المغني (٨/٤١٥) وانظر: التمهيد لابن عبد البر (١٩/١٠٧) .
(٤) المغني (٨/٤١٥) .
(٥) المغني (٨/٣٩٦) وانظر: التمهيد لابن عبد البر (٢٤/٤٣٨) والذخيرة (٧/٧) والإقناع لابن المنذر (٢/٤١٥) والاختيار للموصلي (٥/٦٣) .
(٦) هو: أبو أمامة الباهلي: واسمه صدي بن عجلان بن رياح بن الحارث، وهو منسوب إلى باهلة، صحابي مشهور روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة، سكن مصر، ثم حمص من الشام، ومات بها سنة ٨١ هـ وقيل: ٨٦ هـ قيل: إنه آخر من مات من الصحابة رضي الله عنهم بالشام.
انظر: أسد الغابة (٥/٦١) ت رقم (٥٦٨٨) وتهذيب الأسماء واللغات (٢/١٧٦) ت رقم (٢٧٨) .
(٧) أخرجه الترمذي في سننه مع العارضة كتاب الوصايا باب ما جاء لا وصية لوارث، ح رقم (٢١٢٠) وقال: حسن صحيح، وأبو داود في سننه، كتاب الوصايا، باب ما جاء في الوصية للوارث، ح رقم (٢٨٧٠) وابن ماجه في سننه مع شرح السندي كتاب الوصايا باب لا وصية لوارث ح رقم (٢٧١٣) والدارقطني في سننه كتاب البيوع ح رقم (٢٧٣٩) والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الفرائض باب من لا يرث من ذوي الأرحام، ح رقم (١٢٢٠٢) والإمام أحمد في المسند ج (١٦/٢٦٣) ح رقم (٢٢١٩٥) والنسائي في سننه مع شرح السيوطي، كتاب الوصايا، باب إبطال الوصية للوارث، ح رقم (٣٦٤٣) قال الشافعي في الأم: لا اختلاف فيه (٤/١٠٨) وقال ابن حجر: في إسناده إسماعيل بن عياش، وقد قوى حديثه عن الشاميين جماعة من الأئمة، منهم أحمد والبخاري وهذا من روايته عن شرحبيل بن مسلم، وهو شامي ثقة، انظر: فتح الباري (٥/٤٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>