للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدل الحديث على أن بعض المسلمين يغزو بنفسه، وبعضهم بماله يجهز الغزاة، وبعضهم يخلف الغازي في أهله يرعاهم ويدير شئونهم، وكل هذا يعد من الغزو في سبيل الله.

ثالثا: من القياس:

الجهاد إنما شرع لإعلاء كلمة الله، وإعزاز دينه، ودفع الفساد عن العباد، فإذا حصل من البعض سقط عن الباقين كصلاة الجنازة، ودفن الميت ونحو ذلك (١) .

رابعا: من العقل:

لو اشتغل الكل بالجهاد لتعطلت مصالح العباد وانقطعت مادة الجهاد من الكراع والسلاح فينقطع الجهاد، فلزم أن يقوم البعض بالجهاد والبعض الآخر بالحرف والمهن التي تقوم بها مصالح العباد ويستمر بها الجهاد في سبيل الله (٢) .

وروي عن بعض الصحابة (٣) رضي الله عنهم وهو محكي عن سعيد بن المسيب (٤) رحمه الله أن جهاد الابتداء والطلب فرض عين (٥) .


(١) البحر الرائق (٥/١٢٠) والوسيط في المذهب للغزالي (٧/٦) .
(٢) المبسوط (١٠/٣) وفتح القدير (٥/١٩١) وتكملة المجموع (٢١/١١٠) .
(٣) منهم أبو أيوب الأنصاري، والمقداد بن الأسود رضي الله عنهما انظر فتح الباري (٦/٤٧) .
(٤) هو: سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ومن كبار التابعين ومن أوسعهم علما، كثير الحديث ثقة ثقتا فقيها مفتيا مأمونا ورعا، توفي بالمدينة سنة ٩٤ هـ وعمره ٧٥ سنة، انظر طبقات ابن سعد (٥/١١٩) والبداية والنهاية (٩/١٢١) وسير أعلام النبلاء (٤/٢١٧) .
(٥) فتح الباري (٦/٤٧) والمغنى (١٣/٦) وتكملة المجموع (٢١/١١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>