للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال به زفر (١) من الحنفية (٢) وهو رواية عن الإمام مالك (٣) اختارها أشهب (٤) ونقله المزني من الشافعية في المختصر، وحكي أنه القديم عند الشافعية (٥) وهو قول عند الحنابلة على خلاف المذهب (٦) .

واستدلوا على هذا القول بما يلي:

١- أن الله تعالى جعل المرفق غاية فلا يدخل تحت ما جعلت له الغاية، كما لا يدخل الليل تحت الأمر بالصيام في قوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] (٧) .

ونوقش هذا الاستدلال بأن المرفق لا يصلح غاية لحكم ثبت في اليد لكونه بعض اليد، بخلاف الليل في باب الصوم فإنه لولا ذكر الليل لما اقتضى الأمر إلا وجوب صوم ساعة فذكر الليل لمد الحكم إليه لا لدخول الغاية فيه (٨) .


(١) هو زفر بن هذيل بن قيس العنبري البصري صاحب أبي حنيفة، أخذ عنه العلم، كان فقيها حافظا صدوقا ثقة زاهدًا تولى قضاء البصرة وتوفي بها سنة ١٥٨ هـ انظر لسان الميزان (٢/٥٨٨) والجواهر المضية (٢/٢٠٧) ت رقم (٥٩٦) .
(٢) بدائع الصنائع (١/٢٩) وفتح القدير (١/١٣) .
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٦/٨٤) وأحكام القرآن لابن العربي (٢/٨٥) .
(٤) هو: أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي العامري المصري، من أصحاب مالك فقيه انتهت إليه رئاسة المذهب في مصر بعد ابن القاسم، وقيل: اسمه مسكين، وأشهب لقب له توفي سنة ٢٠٤ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٩/٥٠٠) ت رقم (١٩٠) والأعلام (١/٣٣٣) .
(٥) مختصر المزني ص ٢ وروضة الطالبين (١/٥٢) والحاوي (١/١١٣) والمجموع (١/٤٢٧) .
(٦) الإنصاف (١/١٦٤) والمبدع (١/١٣٠) .
(٧) بدائع الصنائع (١/٦٨) وجامع البيان للطبري (٤/٤٦٤) .
(٨) أحكام القرآن للجصاص (١/٤٢٨) وبدائع الصنائع (١/٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>