للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (١٨)} [الجاثية: ١٨]، فإذا علم الحكمة والفائدة من العمل ازداد إيمانه وترسخ يقينه واطمئن قلبه، حيث تكثر بذلك الدلائل وتكثر طرق العلم وهما يثلجان الصدر ويزيلان اضطراب القلب. (١)

ويقول التفتازاني (٢): وبه أي التعليل يكون سرعة الإذعان وزيادة الاطمئنان بالأحكام (٣).

٥ - بيان أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان: (٤)

فمعرفة الحِكَم مما يكفل استمرار الشريعة وديمومتها في كل زمان ومكان, منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا وحتى تقوم الساعة، وما تنزل على الأمة نازلة أو تطرأ عليهم مسألة إلا وهم بحاجة إلى النظر في الحكمة والمقصد من التشريع, في القياس واستنباط الأحكام الشرعية من الوقائع المستجدة التي لم يدل عليها دليل, وذلك أن هذه الحكم إنما هي مستخلصة من الأدلة الشرعية (٥)

٦ - معرفة الحِكَم فيه رد على المبتدعين، وحصانة من الوقوع في شراك الكائدين.

فإن كثيرا من المبتدعة والملاحدة ردوا قدرا كبيرا من الأحكام وأصول الدين بحجة مخالفتها للعقل- زعموا-، وقاموا على هذه الأحكام بالإنكار والتأويل.

ولا سبيل إلى مجابهة بهتانهم وضلالهم إلا بمعرفة أوجه الحكمة من الأحكام وتبيينها فإذا تبين للمكلف ذلك استطاع أن يظهر ما أخفوه من محاسن الشريعة, وأن يكون متحصنا من الشبهات والشعارات التي ينادي بها من أرادوا أن يحكموا قوانين البشر بحجة عدم ملائمة الشريعة لهذا الزمان, وأن يكشف زيفهم وما تبطن قوانينهم من الظلم والجهل (٦).


(١) انظر: حجة الله البالغة (١/ ٦٢)، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية (١٠٣).
(٢) هو مسعود بن عمر بن التفتازاني الشافعي، لغوي منطقي أصولي، ت (٧٩٢ هـ). انظر: كشف الظنون (١/ ٤٩٦)
(٣) شرح التلويح على التوضيح, (٢/ ١٤٤).
(٤) انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية لابن عاشور (ص ١٨٤) , طرق الكشف عن مقاصد الشارع (ص ٥٧).
(٥) انظر: أهمية المقاصد في الشريعة الإسلامية, سميح الجندي (ص ٦٩, ١٣٧).
(٦) انظر: حجة الله البالغة (١/ ٦٣٩) , مقاصد الشريعة عند ابن تيمية (١٠٣).

<<  <   >  >>