للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما في الآخرة فيجعل الله له مخرجا بما يخص به المتقين من تخليصهم من أهوال الحساب والانتظار, كما وعدهم الله بتكفير السيئات ومضاعفة الأجور (١).

وفي الدنيا يدفع الله تعالى عنه المضار مما أحاط به من الشرور, ويكفيه ما يحصل له في هذه الحال من الغموم والوقوع في المضايق, ويكشف عنه الكروب فهو القادر على ذلك سبحانه وتعالى, كما يجعل الله له مخرجا بالرجوع إلى زوجه مرة أخرى إن أراد, فقد جعل الله له السبيل إلى ذلك (٢).

فقد أخرج الطبري بسنده عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢)} يقول: (نجاته من كل كرب في الدنيا والآخرة) , وأخرج عن الربيع بن خثيم (٣) في هذه الآية أنه قال: (من كلّ شيء ضاق على الناس) (٤) , وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها قالت عن هذه الآية: (يَكْفِيهِ غَمَّ الدُّنْيَا وَهَمَّهَا) (٥).

كما وعده الله بالرزق بل بأفضله وهو من حيث لا يحتسب, حيث إن أفضل الهبات ما جاء من مكان لا يرجى, كما وعده الله تعالى بتيسير أموره.

فمن كان يبتغي الخير لنفسه فعليه بتقوى الله فيما أمره به وخصوصا عند الطلاق فإن النفس في هذه الحال قد تحجم أو تقصر في القيام بهذه التكاليف ولكن المؤمن حين يرى ما وعد الله به ورغب فيه من امتثال أمره وتقواه فإن ذلك يدعوه للإذعان والامتثال.


(١) {التحرير والتنوير (٢٨/ ٣١١).
(٢) {انظر: جامع البيان (٢٣/ ٤٤٥) , نظم الدرر (٨/ ٢٩) , روح المعاني (٢٨/ ١٣٥) , التحرير والتنوير (٢٨/ ٣١١).
(٣). الربيع بن خثيم بن عائذ، الإمام القدوة العابد، أبو يزيد الثوري الكوفي ثقة عابد مخضرم, أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرسل عنه, وروى عن عبد الله بن مسعود، وأبي أيوب الانصاري، وعمرو بن ميمون, حدث عنه: الشعبي وإبراهيم النخعي، وهلال بن يساف, قال له ابن مسعود لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبك, توفي قبل سنة خمس وستين قيل سنة إحدى وستين وقيل ثلاث وستين. انظر: (السير ٤/ ٢٥٨, ٢٦٢) (تهذيب التهذيب ٣/ ٢١٠)
(٤) {جامع البيان (٢٣/ ٤٤٦).
(٥) {تفسير ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٣٦٠).

<<  <   >  >>