للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وراسلنا الأمير المذكور بمن يستلبنه ويستكشف نهج الصواب من جانبه ويستبينه فذكر أنه يقضى حق من وجب عليه حقه وكان له ملكه ورقه وأن قطب الدين مذ أدرج في كفنه درج أفراخه إلى كنفه ولا يزال في عونهن ويبزل روحه في صونهن، والخاتون مالكة الأمر ونحن لأمره نطيع ولخلافها لانستطيع فراسلنا الخاتون وتردد الذاهبون إليها والآتون وقلنا نحن أولى بحفظ بيتك وأحق برعاية حق ميتتك وهذه المدينة إذا دخلناها فلا خروج عن رضاك ولا دخول إليها إلا وفق هواك ونصاهرك في إحدى عقايلك ويبقى على الإبرام لك معاقدة معاقلك، وقلنا للأمير الأسد سرا: فد مالت الخاتون إلى المقاربة فلا تصر أنت على المجانبة وأتخذ عندنا قبل أصحاب جماحها يدا وكن في الانقياد لنا مقتدا. وقيل للخاتون: إن أسد الدين لانت عريكته ودانه أريكته وأحمد أمره وأخمد جمره، وأستقر بعد ذالك الأمير أسد الدين، وأن بتقطع إلى الخدمة ويتصل بالنعمة ووفور الحرية ويخص بولاية جليجور وأعماله ويقطع عدة نصيبهم من خواص رجاله وتقرر مع الخاتون أن يبقى عليها كل ما باسمها وباسم خدامها وجواريها وأيتامها وسألت أن يفرض لا حضن الهتاخ ليكون لها عشا للأفراخ. وخطبنا إليها إحدى كرايمها لأبن السلطان الملك المعز فتح الدين أسحق، والتمست اليمين مؤكدة بالحجج والعتاق وأخذت اليد السلطانية أبرام العقود وأحرز نسخ المواثيق، والسلطان يسارع إلى بزل كل ما يقترحونه علية مخافة التعويق، وأعيان البلد حاضرون وفي الأحوال ناظرون. ولما أصبحنا يوم الأربعاء آخر جماد الأول تقدم السلطان إلى موالى القاصي نجم الدين بركات أبن عبد الله أبن أبي عصرون ومعنا جماعه مقدمون أن ندخل البلد لعقد نكاح على ابنة قطب الدين لإسحق أبنه وأن نبتدئ الأمر بنجاح ذالك المقصد ويمنه، فدخلنا المدينة وأنا وكيل السلطان لأبنه في قبول العقل، وأذنت الخاتون أم اليتيمة لأبن عصرون لها في تعيين المهر وتسلم النقد فتم النكاح وعم الصلاح وكمل بالفتح وال استفتاح. وجلس السلطان في سرادقه وخرج إلها أعيان البلد من المقدمين والأمراء والأماثل والكبراء، وسير السلطان إلى الخاتون برسم حمولا وهدايا وبذولا وعطايا ومصوغات ذهبيه ومستعملات عراقيه مغربيه وحصنا وحجورا عربيه وسلم إليها الهتاخ بصياغة وأجرى خدمها وخواصها على أقطاعاتهم ومكنهم من تسلم ارتفاعاتهم وأخذ الأسد المنشور بجليجور وألف الله القلوب ونظم الأمور وسألت الخاتون أن يخلى القاضي أبو الفرج يوسف بن هبة بن بام الجبلي على قضائه فكتب له منشورا في مستهل جمادى الآخر وأجريناه على تولية حكم والقضاء والاحتساب بميافارقين ونواحيها وما يجري معها من الحصون والبلاد، والهتاخ وجلجور وذى القرنين استجابة إلى أمانته ووثوقه بعلمه وأمانته.

[ذكر وصول صاحب آمد ونحن على ميافارقين في جمادى الأولى]

قال: قد سبق ذكره وذكر صغر سنه ومخافته وأمنه وذالك أن وزيره القوام كان عارفا بالمصلحة فأنتقل بالأمر ووصل بمخدومة قطب الدين سكمان أبن محمد بن قرا أرسلان قادما بالسادة الرابعة والبشارة الرايعه وأرسى خلاص الولاء من أبيه متقربا باستصحاب صحبه ومقربه. ولما ورد خبر إقباله أمر السلطان باستقالة فتلقيناه على مرحله فتلقاه السلطان بعد أمرائه بالقرب وأقبل عليه وحياه بالقبول والحب وأكرمه وبجله ووقره وعجله وأفاض عليه جوده حتى أخ٠جله وعجل إعادته إلى آمد بعد أن شرفه واجباه ثمار عواطفه وأقطفه وخلع على أمراء دولته ومقدمي مملكته واسهم بإحسانه أكابر ديوانه وأصاغر غلمانه فعاد إلى آمد وقد تزينت له وتعلقت وتألفت بتآلف شمل أبن نورها وتألقت وتمكن الوزير وأمر ونهى وأدرك من منصبه المشتهى.

ذكر النزول على شاطئ قرامان ومراسلة بهلوان

<<  <   >  >>