بك أصبحت راياته منصورة ... يا سيدا عنت الوجوه لوجهه
وأما الكلمة التاجية فهي التي أولها
هل أنت راحم عبرة وتوله ... ومجير صب عند مأمنه دهى
من بل من داء الغرام فأنني ... مذحل من مرض الهوى لم أنقه
يا مفردا بالحسن أنك كنت ... فيه كما أنا في الصبابة منته
قد لام فيك معاشرا فانتهى ... باللوم عن حب الحيوه وأنت هي
كم آهة لي في هواه وأنه لو كان ... ينفعني عليه تأوهي
ومآرب في وصله لو أنها تقضي ... لكانت عند مبسمه الشهي
ومنها في المدح
فليحجج العلياء منه مجرب ... يوم الجلاد وفي الجدال بمدره
متنبه للمكرمات ولم يكن ... يوما ينام فيبتدي يتنبه
إني على شرف القريض لهاجر ... للنظم هجرة آنف متنزه
أضحى وأهله كمهد وحيهم ... في جهل قيمة ذي الحجا والاوره
كل المميز سامعا ومنشدا ... في الناس بين مفهه ومفوه
(٢١٠ ب) ذكر نصرة الأسطول المتوجه إلى بحر قلزم وكانت في شوال سنة ثمان وسبعين والمقدم فيه الحاجب حسام الدين لؤلؤ
قال: لما صعب على الإبر نس صاحب الكرك ما توالى عليه من نكاية أصحابنا المقيمين في قلعة ايله وهي في وسط البحر لا سبيل إليها لأهل الكفر أفكر في أسباب احتياله، وفتح أبواب اغتياله فبنى له سفننا ونقل أجسامها على الجمال إلى الساحل ثم ركب منها مراكب وشحنها بالرجال والآلات ووقف منها مركبين على جزيرة القلعة يمنع أهلها من استسقاء الماء ومضى الباقون في مراكب نحو عيذاب فقطعوا طريق التجار وشرعوا في الفتك والنهب والإسار ثم توجهوا إلى أرض الحجاز فتعذر على الناس وجه الاحتراز فإنه لم يعهد في ذلك البحر طروق الكفار فعظم البلاء وأعضل الداء وأشرف أهل المدينة النبوية على خطر، ووصل الخبر إلى مصر والملك العادل متوليها ورافع أعلام الإسلام ومعليها فأفكر فيمن يسلك إلى القوم في البحر ويفتك بأهل الكفر ووقع على السهم المختار والليث المغوار الحاجب حسام الدين لؤلؤ، فعمر في بعمر في بحر القلزم مراكب وملأها بالرجال البحرية ذوي التجربة والتحرية من أهل النخوة للدين والحمية وسار إلى إيله فظفر بالمركب الفرنجي عندها فحرق السفينة وأسر جندها ثم عاد بأهلها إلى عيذاب وشاهد بأهلها العذاب، ودل على مراكب العدو فاتبعها وظفر بها بعد أيام فأوقع بها وأوقعها فخرجت إلى بعض سواحل البرية بشعابها مجتمعة في تلالها مرتقية ولم يزل الحاجب لؤلؤ ناكب مراكبها وراكب مناكبها حتى أزالها وهجم على كثرتها فاستقلها، فما استقرت وفرت وتفرقت وما بدا بالسفن فأطلق المأسورين من التجار ورد عليهم كل ما أخذ منهم من المتاع والدرهم والدينار.. ثم صعد إلى البر فوجد أعرابا قد نزلوا منه شعابا فركب خيلهم وراء الهاربين فحاصرهم في شعب لا ماء فيه وألحاهم بالإظماء حتى استكانوا واستهانوا واستأمنوا واستسلموا فأسرهم بأسرهم وكان ذلك في أشهر الحج فساق منهم أسرى إلى منى كما يساق الهدى، وعاد إلى القاهرة ومعه الأسر والسبي، وقد بذل وسع النجح ونجح السعي وجاءت البشرى بما من الله تعالى به من النصر فكتب السلطان إليه بضرب رقابهم وقطع أسبابهم بحيث لا يبقى منهم عين تطرف ولا أحد يعلم طريق ذلك أو يعرف.
ذكر تولية الأمير شمس الدين بن المقدم بعد الملك معز الدين فرخشاه قال: لما وصل إلينا بوفاة معز الدين النعي فترمنا إلى البلاد الشرقية السعي وكنا عبرنا الفرات على قصد الرهى وقد دنا منها دارها ودرها. فتقدم السلطان إلى شمس الدين بن المقدم بالعودة إلى دمشق أخذا بالأحوط الأحزم وهو أكبر الأمراء المقدمين، وأكرم الأكابر المكرمين، وهو القرم الذي لا يوجد قريعة. والقرن الذي الذي لا يستقل في الوغى صريعا وأمرني بإنشاء منشورة وتحكيمه في أحكام أوامره وأموره.
ذكر مكرمة لمظفر الدين كوكبوري