للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما سمع السلطان بوفاة الملك الصالح في مصر تحرك عزمه واحتد أواره وندم على النروج من الشام مع قرب هذا المرام وشرع في جد الأهتمام وصدق الإعتزام وكتب إلى ابن أخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه وهو يتولى له المعرة وحماة وأمره بالتأهب والربوض لفرصة التوثب وكان نايبه بدمشق عز الدين فرخشاه قد نهض ف مقابلة الفرنج فأن الإبرنس الكركي كان يحدث نفسه بقصد تيما في البرية وأعد لذلك الأزواد والروايا مع السرايا السرية فحركت عز الدين دواعي الحمية وبواعث النخوة الدينية فعرف السلطان أشتغاله بذلك المهم وأنه يتفرغ لدفع الملم فشحذ عزايم نوابه بالشام بتحديد المكاتبات لهم وبعثهم على الاستعداد وحملهم وكان الأمير معين الدين عبد الرحمن صاحب راوندان في حضنه وهو يشتد بركنه فكاتبه بما أرهف حسه واستسعف في المساعدة جده.

فصل من كتاب إليه من مصر في أواخر شعبان سنة سبع وسبعين وقد عرف ما تجدد من وفاة صاحب حلب وهي ولايتنا التي لا نثني عنها عنان الطلب فإنها في تقليدنا بأمر أمير المؤمنين وما تركناه للملك الصالح بعد التصرف فيها وحصول حصونها ومعاقلها في أيدينا إلا رعاية لحقوق أبيه ورغبة فيه، ولا مانع اليوم عنها إلا من يمين معقودة ولا عدة معهودة، وقد وفينا المتوفي بعهده والآن فقد سفر لنا وجه الحق وبأن ودنا لنا مصعبه وأصحب ودان. وولدنا تقي الدين هناك بالقرب وعساكره جارية على حكمه وعزيمتنا معقودة بما هي عزمه فلتكن أيديكم متساعدة متعاقدة والقلوب واحدة.

ومنه ومعين الدين ينهض بنفسه وبعسكره ويؤثر في هذا المقام حسن أثره ويعمل عمل المرء لنفسه وينتصف ليومه من أمسه.

<<  <   >  >>