قد تظن الكثيرات من معشر السيدات والأوانس، إن ليس للمرأة في الإسلام من الحقوق ما لها منه لفي لغرب، وإن الدين الإسلامي أهمل شأنها، وأغفل أمرها، واتخذ منها نكرة من النكرات فلا تقدم ولا تؤخر، ولا تستطيع أن تأتي شيئاً، وتظن الكثيرات إلى جانب ذلك أن المرأة الأوروبية فاقت أختها العربية في كل شيء.
رأت المرأة العربية في تقديم الغربي للمرأة على نفسه في الملاهي والمقاهي ولمحال العامة كل ما تبتغيه الغربية من مآرب، وترجوه من أمنية، وتتطلب من حق، واحتسبت المرأة العربية إشراك الغربي لأختها في المسائل الخارجية، والأمور التجارية، والشؤون الاقتصادية، اعترافاً بحقوقها، وإعلاء لشأنها، واحتراماً لها وخضوعاً. على إننا لو فحصنا هذه المشاهد الخلابة، ودققنا بهذه المرائي الجذابة، وأمعنا بحقيقة هذه الأوضاع، وقارنا بينها وبين ما للمرأة هنالك من حقوق، لخلصنا إلى النتيجة الحقة ولألفينا المرأة الغربية كالمحجور عليها ممنوعة من كل تصرف قولي أو فعلي. ولرأينا أن ليس لها من الحقوق التي لأختها العربية من شيء. فبينا نرى الزوجة لدينا معشر المسلمين واجبة على الزوج ما دامت الزوجية قائمة بينهما، لا نرى عند الغرب لها ذلك ولا مثل هاتيك الحقوق في الإسلام.
أوصى القرآن الكريم بالمرأة خيراً، فقرن علاقات الرجل بها بالمعروف والإحسان معاً، حتى في أوج حالات الغضب، وفي أقصى درجات الحنق، وأبعد مدى توتر الأواصر، وفي سورة النساء آيات بينات على ذلك تشهد للمرأة من مكانة ومنزلة، وما عليها إلا أن تعمل بما جاء في كتاب الله الكريم فتصل إلى ما ترجوه وتتطلبه. فإلى الأمام أيتها المرأة وعين الله ترعاك.