التربية الجنسية معدومة في مدارسنا وخاصة الثانوية منها، ومع أنها تأتي في المرتبة الأولى من حيث أهميتها، وجدارتها لتكوين النشء تكوينا قويا سليما وبوسعنا مصارحة التلاميذ عن هذه الشؤون في دروس الصحة، كسائر الدروس. ولا خلاف في أن العلاج يكون في تحويل اهتمام التلاميذ إلى نواح أخرى، وذلك بتلهية وساءل التسلية وأعداد وسائل التسلية وأعداد وسائط الرياضة واللعب، الذي يصرفهم عن التفكير فيما هو مستحكم بهم. ولكي لا تتأصل العادات الضارة في نفوسهم فتصبح (عقدة نقص) أو مرضا عضالا يخشى من عواقبه.
أن بعض التلاميذ يسترسلون في (العادة السرية) للفرار من الحياة التي فشلوا فيها، لنقص فيهم، فتراهم ينطوون على أنفسهم، فلا يتحول تفكيرهم ألا نحو هذه العادة. وقد لا تبدو عليهم أعراض غير عادية، غير انه كلما تقدموا في السن بدت عليهم بعض الأعراض عند إفراطهم في ممارسة العادة. قيهم في الغالب ميالون إلى العزلة يعتريهم صداع متكرر، ويتعبون بسرعة، وتبدو عليهم مظاهر الأدب، ويلاحظ في الكثير منهم شحوب وذبول، يعزي في كثير من الأحيان إلى عسر هضم أو الإجهاد المدرسي.
ومن العبث سؤال التلاميذ عما أذا كانوا يمارسون العادة أم لا، فيهم لابد منكرون بشدة، ولذا لابد من المستحسن تحذيرهم من الأمراض السرية دون سؤالهم. ثم أرشادهم إلى طرق الوقاية منها. ويجب تجنب الشدة أو الضغط معهم، فهذه قضايا لا تحل ألا باللين، وليس يجدي أن نهددهم أو أن نحضهم على أن يكفوا عن الاستمرار في هذه العادة دون أن نرشدهم إلى السبيل الذي يجب أن يسلكوه لتجنها، كتحذيرهم من قراءة الروايات الغرامية المثيرة ومشاهدة الأفلام الرخيصة، وسماع الأغاني المبتذلة، ومنعهم من مصاحبة الأشرار حتى لا يأخذوا عنهم العادات وهم في سن مبكرة. وعلى كل يحتاج الأمر ألي حكمة المرشد المخلص والمربي الفاضل الذي بوسعه سبر أغوار التلاميذ، وإيجاد العلاج الحاسم.
ولا بد من التنويه في مثل هذا المقام. بأن بعض نقابات الأطباء في البلاد الأوروبية، توجه النصح إلى الطلاب، في مطلع كل عام دراسي وفي نهايته، وتحذرهم من شتى الأمراض