أ. نهتم كثيراً للحالة الصحيّة ومعرفة سلامة الجسم والتوازن العضوي، أو ضعفه وسرعة اضطرابه وقوّة حساسيّته.
١. تنمو الأزمة غالباً في الأجسام السليمة
٢. يمكن أن تظهر الأزمة بأشكالٍ مرضيّةٍ يصعب تمييزها عن الحالات الطبيعية وتنتهي باضطرابات عقليّة خطيرة.
٣. تبدو الأزمة عند المصابين بالسّل الصّدري لأنّها تصادف لديهم أرضاً خصبةً لشدّة حساسيّتهم واتّقاد ذكائهم.
ب. تأثير المجتمع:
مرّ معنا في مناسباتٍ عدّةٍ عمل المجتمع في ظهور الأزمة، إذ أنّ الناشئ يثور على التقاليد الموجودة في عصره ولا يقبل بها لأنها تبدو له كحملٍ ثقيلٍ مفرضة عليه فرضاً تؤلمه ولا تتماشى مع حبّه الحرّية.
والآن تتساءل إذا كانت هذه الأزمة هي حادث - اجتماعي أم نفسي؟ -.
إنّ الرجوع إلى التاريخ ودراسة نفسيّة المراهقين والبيئات التي عاشوا فيها تُقدّم لنا المعلومات الآتية: الأزمة حادثٌ نفسيٌّ يصاب بها كلّ من يمرُّ بسنِّ المراهقة من أبناء البشرية، بقطع النّظر عن عرقه أو عصره أو بيئته. غير أنّ أشكالها تختلف من زمنٍ إلى آخر ومن مجتمعٍ إلى مجتمع، وتتراوح مدّتها من شعبٍ إلى شعب. إنّ مدّتها عند الفرنسيين في القرن العشرين هي بين الرابعة عشرة إلى العشرين سنة، بينما تقصر مدّتها عند الشّعب الإنكليزيّ. إذ ينقاد الشّباب بسهولةٍ في تيّار الحياة الاجتماعية. وتختلف أشكالها أيضاً. بينما نرى الفرنسي في أزمته محترماً لشخصيّته كفردٍ بعيداً عن كلّ جماعةٍ. نرى الإنكليزيّ أو الألماني يحترمها ضمن مؤسسات الشّباب التي تجمعه مع غيره.