تحدّثت في العدد الثالث من مجّلة المعرفة، عن مدى مساعدة السينما من الناحية الثقافية على سدّ النقص الذي يعتمر حياتنا الذّهنية. وذكرت بأنّ الأشرطة التعليمية تقوم بمهمّة المعلّم لدى التلميذ، الذي يغدو بوسعه أن إدراك أيّ درسٍ من الشريط السينمائي بأسرع من الطريقة المتّبعة في غرفة الصّفّ، إذ يجد إلى جانب مادّة الدرس متعةً وتسليةً في مشاهدة الفيلم. . . وفي هذا العدد أحاول أن أذكر بإيجازٍ عن مدى تأثير المسرح في التربية والتعليم وفوائده بصورةٍ عامّةٍ.
المسرح المدرسي في مصر
يرجع تاريخ نشأة المسرح المدرسي في مصر إلى عام ١٩١٩م. ومنذ ذلك العهد أصبحت لكلّ مدرسةٍ ثانويّةٍ فرقتها التمثيليّة والموسيقيّة. ثم اتّسع نطاق القسم الخاصّ بالإشراف على المسرح المدرسيّ، فصار إدارةً قائمةً بحدّ ذاتها في وزارة المعارف المصريّة. وفي أيامنا هذه ازدادت الحركة الفنية في مدارس مصر انتشاراً، حيث تمتلئ الأسابيع الأخيرة من السنة الدراسية، بحفلات الطلبة التمثيلية والموسيقية، في المسارح العامّة أو في المدارس. وقد أدخلت مادّة القصّة والتمثيل في مناهج الدراسة الثانويّة. وقرر معهد التربية للمعلّمين، اعتبار فنّ التمثيل والإلقاء من المواد الإجبارية في السنة النهائية. وسيؤدّي طلبة هذا المعهد الامتحان أمام لجنةٍ من كبار الممثّلين.
أمّا المدارس الابتدائية، فيقصر فيها على الحفلات الخطابيّة والمشاهد التّمثيليّة القصيرة، التي تستغنيها أذواق التلاميذ. وتلقى في هذه الحفلات الأدبيّة والعلميّة، وتنشد الأغاني المدرسيّة، فُرادى وجماعاتٍ مع الرّقص الإيقاعيّ ويشترط في إخراج الرّوايات، أن تتّفق مع البيئة المدرسيّة، وأن تتجرّد ممّا يبعث الملل في النّفوس، ويجعل المسرح نشيطاً، تتوالى مشاهده.
المسرح المدرسيّ في الدّول الرّاقية
وهاهي روسيا وفرنسا وإنكلترا وأمريكا لجأت إلى المسرح لتنشئة أطفالها خير تنشئةٍ، فقد انتشرت فيها مسارح تدعى (مسارح الأطفال) يهيئ كلّ شيءٍ في هذه المسارح، من إعداد المناظر، وعمل المكياج والإخراج وما شابه ذلك، تحت إرشاد علماء في التّربية وعلم