أنا من القائلين بفائدة العقوبة البدنية في كثير من الأحوال لأنها الجزء الوحيد الفعال الذي ما زال الطلاب يهابونه ويحسبون حسابه ويخشون شره. لا سيما ونحن الآن في دور انتقالي يحتم علينا التدرج من حال إلى حال، إذ أن الطفرة محال.
ولا نبالغ إذا قلنا أن أعرق الأمم في الحضارة مازالت تبيح العقوبة البدنية في مدارسها. فالإنكليز مثلاً أمة ذات تقاليد من الصعب على أحد أفرادها أن لا يرعاها. وكان من عادة الإنكليز أن يعقب الطالب بالضرب إذا أهمل دروسه أو عصي نصائح أساتذته ومهذبيه. غير أن الحكومة هناك قررت منع الضرب إلا في أحوال خاصة.
ومن المعلوم أن للنبلاء من الإنكليز مدارس خاصة يتلقون فيها العلم، ولم يكن (الضرب) من أنواع العقوبات المقررة في مدارس النبلاء. فلما منعته الحكومة من مدارسها الشعبية، عز على أبناء النبلاء أن يتساوى بهم أبناء الشعب، فطلبوا أن (يقرر) الضرب في مدارسهم. . . وقد كان.
فلما تخرج أبناء النبلاء هؤلاء من مدارسهم عمدوا إلى إنشاء نادٍ لهم أطلقوا عليه اسم (نادي الفلق) ولو أنك دخلت إلى البهو الفسيح في ذلك النادي الفخم لأدهشك أن ترى فيه شعاراً غريباً عن (فلق) حقيقي كان يرفع أقدام النبلاء إلى عصا المدرس في مدرسة (ايتون) عام ١٨٣٧.
وغير مسموح لأي نبيل أن ينخرط في سلك ذلك النادي إلا إذا كانت أقدامه (الأريستوقراطية) العزيزة وقد تشرفت وهي صغيرة بلذة (مد الفلقة) عشر مرات على الأقل. . .
إضراب مدرسين
هدد المعلون عندنا عدة مرات بالإضراب العام في حال عدم زيادة رواتبهم، وقد تداركت الحكومة الأمر بحكمتها، ويتوقع المعلمون بعد إعلان الملاكات الجديدة أن تزداد رواتبهم زيادة تدفعهم إلى العمل بكل إخلاص وحماس. وتضحية وطنية صادقة.