للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أهداف التربية]

للدكتور: كامل عياد

إن أهداف التعليم والتربية التي يجب أن يسعى إليها الأمة العربية يمكن تلخيصها فيما يلي:

١ - إثارة الروح الوطنية ونشر الوعي القومي

فإن البلاد العربية، رغم تحرر بعضها واستقلاله، ما زال قسم كبير منها تحت سيطرة الاستعمار أو خاضعا لنفوذه، والأمة العربية رغم تأسيس جامعة الدول العربية، ما زالت بعيدة عن الوحدة الحقيقية، وليس من الممكن الخلاص من خطر الأجانب كافة والدفاع عن كيان العرب إلا إذا توثقت الصلات بين سكان الأقطار العربية المختلفة وتكونت أمة واحدة، متجانسة، متضامنة، قادرة على الحياة، متوثبة إلى التطور والتقدم، ولا بد لذلك من روح وطنية ووعي قومي.

لا شك في أن الروح الوطنية الجديدة في البلاد العربية لم تضعف منذ مبدأ انبثاقها قبل أكثر من ربع قرن بل إنها آخذة في النمو، تزداد كل يوم قوة وعمقا.

ولكن لا نكران أن أيضا في أنها لا تزال تحتاج إلى عناية كبيرة حتى تعم كافة الأقطار العربية وتشمل جميع أفراد الشعب وتتغلب على النزعات الإقليمية والنعرات الطائفية والعصبات القبلية والإمتيازات الطبقية والتحزبات العائلية والمصالح الشخصية.

حقا إن أول شيء وأهم شيء تحتاج إليه في نهضتنا هو الوعي القومي، وقد أصبحنا في المدة الأخيرة نسمع هذه الكلمة كثيرا، على أن الوعي القومي ليس مجرد كلمة تلوكها الألسن وتتشدق بها الأفواه، بل هو شعور يتغلغل في أعماق النفوس فيسيطر على العقول ويثير العواطف ويحرك الإرادة، إنه إدراك جلي للصلات التي تربطنا بتاريخ أمتنا والروابط التي تجمع بيننا وبين سكان كافة القطار العربية وتجعلنا نعتبر أنفسنا جميعا كتلة طبيعية ووحدة عضوية، إنه معرفة واضحة عميقة للواجبات المفروضة علينا تجاه أمتنا في الحاضر والأعمال التي تنتظرنا في المستقبل.

هذا الوعي القومي وما يتضمنه من شعور عميق وإدراك واضح ومعرفة بينة، قد بدأ يظهر عند العرب منذ سنوات، ولكنه لا يزال في دور التكوين والتكامل، مقتصرا على عدد قليل من الشبيبة، وتدل جميع الظواهر على إننا لا نزال في تلك اللحظة المقدسة من تاريخ كل

<<  <  ج: ص:  >  >>