الضحك ثمرة الفرح والابتهاج، وكذلك السعادة فإنها ثمرة الأفكار العالية والأجسام السليمة والقلوب المفعمة بالسرور والانشراح والنفوس المنطوية على التفاؤل والعواطف البريئة.
لا أريد البحث في السعادة على وجهها الأكمل ولا على الوجه الذي يشرحها الفلاسفة ثمّ لا يخرجون منها على اتّفاقٍ، بل أريد أن أبحث فيها وفق حياتنا الاجتماعية وما سكن في نفوسنا من غرائز وميول مختصّاً بذلك زملائي المعلّمين.
أظنّ الحرفة التي تزاولها هي التي أورثتك الكآبة ورفعت صوتك بالشكوى فإنّ جهادك كلّ يومٍ من الصباح إلى المساء مدرّساً ومراقباً ومؤدّياً.
قال بعض الأطباء: أحسن وسائل السعادة واللذة قضاء المرء مع الأطفال ساعاتٍ قليلةً كل يومٍ نظراً إلى حياتهم الهنيئة وقلوبهم الساذجة وفرحهم الدائم.
إلا أنّ هذا القول ينطبق على والدٍ من أولاده أكثر من انطباقه على معلّمٍ مع تلاميذه الذي يقضي معهم طول نهاره دون أن يسمع كلمةً من كلمات التشجيع، فالحكومة تضنّ عليه بحقوقه التي يتمتّع بها زميله في البلاد الأخرى.
مع ذلك لا أستحسن منك أيها الزميل الكريم الاستسلام إلى الكآبة الممضة واليأس القاتل. فإذا كنت لم تصل إلى حقوقك التي لك فلا ينبغي لك أن تقصّر في الواجب الذي عليك. فانشر على الأمّة آراءك النافعة وأفضِ عليها من أنوار علمك وحلِّها بالفضيلة والخلق الكريم واطرح عنك صفات اليأس والشقاء. وأعتقد بأنّ السعادة كلّها في أداء الواجب وخدمة الإنسانية.