أول حق يجب أن يتمتع به المواطنون، وهو أهم دعامة لتحقق العدالة الاجتماعية هو عدم الهبوط عن حد أدنى لمستوى المعيشة المادية. فالفقر أسس الرذيلة والعوز المادي من أشد عوامل السقوط وأقوى الدوافع على الإجرام، والفقر مرض من أشد الأمراض والفاقة آفة من أفتك الآفات. وفي جميع شعوب العالم نجد أن عظمة الدولة ورقيها وهيبتها حكومة وشعباً يصحبها دائماً ارتفاع في مستوى معيشة الشعب أو على الأقل الأغلبية الساحقة منه. أما الدول المتأخرة الضعيفة فتتميز دائماً بانحطاط مستوى المعيشة لعامة شعوبها وفقرهم، وكلما كانت الدولة غنية في مواردها الطبيعية وفقيرة في شعبها كلما كان عارها عظيماً حكومة وشعباً وكلما كانت فريسة للسطو والاستعمار.