والنادي ضرورة ثقافية: إذ لا يكفي أن يقتصر المعلم على الثقافة المسلكية، بل من الواجب أن ينهل من موارد الثقافة العامة ويجول في أفق المعرفة الرحيب وقديماً قيل: المعلم تلميذ دائم فالنادي يسهل لهذا المعلم التلميذ جواً ثقافياً ملائماً.
وسعة الإطلاع عدا عن أنها ضرورية للمعلم لتعينه في مهنته، وهي أشد ضرورة له لتجلي ما يعتري النفوس والعقول من صدأ العمل الآلي الرتيب ومتاعب ذاك الصراع الدائم بين أن نرفع الأطفال إلى مستوانا أو أن ننخفض إلى مستواهم.
والنادي ضرورة اجتماعية: وهل من هو أجدر من المعلم لأن يشارك في حياة المجتمع ويندمج في مظاهر النشاط الاجتماعي العام حتى يستطيع أن يطبق مبدأ المدرسة إعداد للحياة الذي يتطلب منه مشاركة في ألوان الحياة وتفهماً لحاجاتها ليتمكن من إعداد الجيل وفق مقتضيات المجتمع ومن جهة أخرى فإن لمشاركة في مظاهر النشاط الاجتماعي، يخرج بجمهرة المعلمين من آفة الانطواء على النفس التي إذا أضيفت إلى متاعب المهنة وآليتها كانت لها أسوأ النتائج.
والنادي أخيراً ضرورة ترفيهية: فالمعلم جدير بالترفيه الخالص والتسلية البريئة لأنه يعمل بعقله وأعصابه. فمن حقه أن يفتش عن راحة لهذا العقل المتعب والأعصاب المرهقة إذا ما انفلت مساء من جوه المدرسي وانطلق إلى ناديه الذي يجب أن يضم كل أنواع التسلية والذي سيكون له فريقه الموسيقي والتمثيلي والرياضي، والذي سينظم الرحلات ويقوم بالزيارات في داخل البلاد وفي العالم العربي.