لا أريد الآن أن أتعرض لفوائد الرياضة البدنية الجسمية من حيث القوة والصحة ولا لفوائدها الاجتماعية والخلقية فكل ذلك بديهي لا حاجة للخوض فيه فضلاً عن أنه لا يتصل مباشرة بموضوعي الأصلي وهو تنمية الذوق العام وإنما أتعرض فقط للهدف الثالث من أهداف الرياضة الثلاثة وهي الصحة والقوة والجمال لعلاقة هذا الأخير المباشرة ببحثي. وإذا كانت الحكمة القديمة تقول بأن العقل السليم في الجسم السليم فأنا أقول أيضاً أن الذوق السليم في الجسم السليم، فإن للرياضة أثرها في تجميل جسم المرأة والرجل معاً فإذا كان الجمال هو المعين الذي يستمد منه الأدباء، ورجال الفن عامة وحيهم، فإن جمال المرأة من بين ضروب الجمال يحتل بينها المكانة الأولى ولهذا كان لا بد من العناية برياضة الرجال والنساء معاً ولا يصح أن نهمل نصف أفراد الأمة إهمالاً مشيناً ويترك عرضة للضعف وفريسة للأمراض، فينشأ بين الجنسين هذا التباين الكبير الذي نشاهده الآن في الأجسام والذي يأخذ بالتناقص تناقصاً بطيئاً كان الأولى أن يحل محله سرعة خاطفة وإن لهذه الغاية بتجميل الأجسام بالرياضة أثرها في القضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية المشينة الناتجة عن فساد الأذواق وشذوذها فضلاً عن آثارها التي ذكرتها من قبل.
وعلاوة على هذا فإن للرياضة أثرها في خلق روح المغامرة وما لها من أثر في الإنتاج الأدبي: القصصي ومنه غير القصصي وهي تخلق إلى جانب النشاط الجسماني نشاطاً نفسياً عميقاً عنيفاً واسعاً فيتسع ميدان التجارب النفسية وتزيد قوة وينتج عن ذلك أدب البطولة والقوة ويزول عن أدبنا طابع الضعف والبكاء والخور الذي يعاب عليه ويجب أن يتخلص منه.
وفي البلاد اليوم نهضة رياضية مباركة مختلفة المظاهر والأشكال ولست أريد الآن أن أتعرض إلى برامج الرياضة المدرسية وغير المدرسية وكيف يجب أن تكون_وأنا أرى أن تمارين الرياضة يجب أن تكون مستمدة ما أمكن من الحركات الطبيعية التي يتعرض لها العامل والزارع وغيرهما من ذوي الفعاليات الجسمية_وإنما أقول أنه من الضروري جداً