إنشاء نواي رياضية خاصة بالفتيات وأن تنشأ لهن أحواض للسباحة لا يختلطن فيها بالرجال، وأن تنشأ لهن كذلك حدائق عامة كثيرة في كل بلدة بحيث تتعرض أجسادهن للنور والشمس وتقوم بنصيبهن من الحركة منذ الطفولة المبكرة، ويرى النساء بعضهن بعضاً في هذه الحدائق فتتمازج الأذواق وتتصفى بما تتعرض له من سنن الاصطفاء الطبيعي فتسمو السمو المنشود من دون خوف على الأخلاق أن تنهار.
أثر الأشغال اليدوية في الذوق العام
وكل ما قلته عن الرسم يصح أن يقال هنا وليس ينكر أحد أثر درس الأشغال اليدوية في المدارس في تنمية الذوق وهنا أقول أيضاً أنه يجب تعيين معلمين ومعلمات مختصين بهذا الفن وإقامة معارض للأشغال اليدوية في المدارس ومعارض عامة أيضاً لتثقيف الجمهور.
النهوض بأساليب تعليم اللغة العربية ركن أساسي في إنتاج الأدب
وتذوقه
قلت أن تنمية الذوق العام الفني ضروري جداً لتذوق الأدب وإنتاجه وتكلمت عن الطرق الموصلة في رأيي إلى نهضة الفنون الجميلة المختلفة حتى تنمي هذا الذوق الأدبي وإلى جانبه أسباب كثيرة بعضها في الماضي وبعضها في الحاضر، ومنها: قلة التجارب النفسية لخمول الحياة الاجتماعية وانعدام الهزات العنيفة التي تثير أعماق النفوس أو ضعف تأثر النفوس بهذه الهزات. فإن أدب كل كلمة صورة عن حياتها نفسها يخمل بخمولها وينبه بانتباهها ولا ينكران الأحداث العظيمة في أمة من انتصارات جيوش أو انهزامها ومن هجرات كبيرة وأسفار طويلة ومغامرات خطيرة تثير الخيال وتذكي العواطف وتدفع إلى التعبير عن خلجات الأفئدة ولواعج النفس.
ومنها ضعف الثقافة وعدم الميل إلى المطالعة وموت حب الإطلاع على كل جديد ومنها ضعف القدرة على التعبير باللغة العربية عن التجارب النفسية في حين أنه لا يمكن التعبير عنها باللغة العامية لأسباب قومية ودينية وأسباب هذا الضعف كثيرة ومنها:
آ_استعمال اللغة العامية في حياتنا اليومية وفي منازلنا مما يجعل اللغة العامية أكثر حياة من اللغة العربية فاللفظة العربية بالنسبة لنا لفظة متينة نريد أن نبعثها بالقوة وهي لا تصدر عنا سليقة وطبعاً، واللفظة العامية حية لها قوة إيحاء وحركة في النفس يعبّر الإنسان