تعاون المدرسة والبيت في النهوض بأعباء التربية على اختلاف ألوانها، يعد في طليعة الأسباب التي تساعد على نجاح عمل المدرسة وأعداد الجيل وإن لنلخص هنا فصلاً عن كتاب المعلمون والآباء للمربي (بول كروزه) في المصاعد التي تعترض تعاون المعلمين والآباء على أن نتبعهم في العدد القادم بفصل أخر عن الوسائل التي تحقق هذا التعاون.
١_التربية الجسمية
لقد كانت بلاغة روسو وقوة عارضته هي التي تعالج قضية التربية الجسمية الطبيعية للأطفال في القرن الثامن عشر، أما الآن، فالأمر أصبح منوطاً بعلم الأطباء وفن رجال التربية ومبادئ حفظ الصحة.
إذا أردنا تبين مدى التأثير الذي تحدثه التربية الجسمية الحسنة في الوسط العائلي فلنرجع إلى كتاب تربية الطفولة حيث ضمنته مدام كوكومارد الشيء الكثير من الحقائق المحسوسة والملموس والكثير مما يساعد على نمو الطفل الجسمي من الحركة والهواء والنظافة والغذاء، فبعض الأوساط العائلية خطرة على حياة الطفل، واطراد نموه فهي سجن وقيد وقذارة في الملبس وتخمة في الأكل.
لقد طلبت مدام كوكومارد من المعلمات في الرياض الأطفال أن يخصص حصة قبل الظهر للتربية الجسمية ومع ذلك لم تكن واثقة من النجاح، فصرحت بعد عشرين سنة بقولها: كم تحمل مناهجنا من الأجرام بحق التربية الجسمية للأطفال.
الحق أن الأسرة في بعض حالات خاصة هي العقبة التي تحول دون نمو الطفل الجسمي كحالات الأمراض الوراثية، ولكن، في أغلب الأحيان تقع المسؤولية على الأسرة والمدرسة على حد سواء.
فإرهاق الطفل بالوظائف الكتابية أليس مبعثه رغبة الآباء والمعلمين في أن يظل الطفل ساكناً دون حراك؟ ففي هدوء الطفل الآباء والمعلمين وراحتهم، ولكن هذه الوظائف الكتابية إذا أكثر منها أو فرضت في سن باكرة، كانت عائقاً دون نمو الطفل.
وأثيرة هذه المشكلة في المؤثرات الصحة المدرسية، فكان من الطبيعي أن ترتفع الشكوى