من الأساليب الصحية في الأوساط العائلية، فبعض المؤتمرين اتهم التفسخ الخلفي في الآباء، والبعض اتهم الفقر وإرهاق العمل، وآخرون ردوا الأمر إلى نقص التربية عند الأمهات ولكن الجميع اتفقوا على أن الأسرة تناهض دوماً مبدأ الصحة المدرسية، فالأولاد، برأي الآباء والأمهات، لا يذهبون إلى المدرسة لتنمو أجسامهم ويشتد عودهم بل الآباء والأمهات، بل للدراسة والتعليم.
٢_التربية العقلية
أما من الناحية التعليمية فأنه من الجلي الواضح أن المصاعب والعقبات لا تتأتى من المعلم بل تعود إلى الجهل الأسر وتاريخها وطراز حياتها، ومع ذلك فأننا نجد بعض المعلمين لتا يبذلون أي جهد لجعل الآباء يعانونهم في مهمتهم التعليمية إما لأن خبرتهم الطويلة جعلتهم يشكون في مقدرة الآباء وإما لأنهم يرون في هذه المشاكل تدخلاً غير شرعي في دائرة اختصاصهم، وكثيراً ما يحط من قدرهم ويذهب بهيبتهم. والحق أن الآباء أبعد ما يكونون عن الاهتمام بشؤون التعليم ولكن كم من الخدمات يمكن أن يقدمونها إلى المعلمين!
أو ليس توجيه التعليم الابتدائي وفق مقتضيات البيئة وحاجات الآباء هو حقيقة مقررة في المنهاج ولكنها غير متعبة؟ ولكن كيف يتسنى تطبيق هذا المبدأ في تكييف التعليم في كل بيئة أذا يتوصل إلى الاتصال بالآباء والتعاون معهم؟ فالمدرسة أذا تجاهلت حاجات الأسرى فالأسرة تتجاهل المدرسة.
ولكن أذا كانت المدرسة تعد للبيئة والحياة، تصبح عندئذ موضع اهتمام وعناية الأسر.
أبداً ترى المعلمين يهتمون الآباء بعدم المبالاة والإهمال ويردون إليهم مسؤولية عجز المدرسة عن قيام بواجبها على وجه الأكمل. وأنه لقول حق هذا الذي يقول: من المقرر أن النجاح في المدرس لا يتفق وجهود المعلمين، ولكن ليس السبب، كما يعتقد، فساد المنهاج وتضخم البرامج فحسب، فهي أسباب ثانوية أما السبب الحقيقي المباشر فهو أن النظام لم يعد في المدرسة قوياً مستقيماً ذلك أن الإرادة القوية والرغبة الجازمة التي يبديها المعلمون لا يقابلها إرادة قوية والتفات حسن من التلميذ والأسرة.
وهل في الحقيقة أن الآباء لا يهتمون بالنتائج المدرسية؟ كلا، فالأمر على نقض ذلك، فالإهمال الشديد لتربية الأبناء يقابلها عندهم، تطلب شديد وإلحاح متعسف بما ينشدونه من